رأي

عمر محمد على ترتوري يكتب: من الذى علم السودانيين الكذب

غادرت وطنى السودان فى منتصف التمانينات من القرن الماضى ، وكان السودان جميلاً بجمال أهله الصادقين السمحين الذين لا يعرفون الكذب .
وبعد ان غادرت لبلاد الإغتراب والغربه التى كانت كربه ساعتها ، وبعد مغادرتنا بسنوات اقل من اصابع اليد الواحده أتت ما تسمى الإنقاذ وسمعنا عبر الراديو ان جنرالاً إسمه البشير استلم مقاليد الحكم واستبشرنا به خيراً ولكن للأسف هو وجماعته من علموا هذا الشعب الطيب الكذب والخداع فكانت مقولة عرابهم التي خدعونا بها انا سأذهب إلى السجن سجينا وانت اذهب الى القصر رئيسا
نعم وللأسف منذ تلك اللحظه وبدأ الناس فى الكذب والخداع لأن رب البيت للدف ضارب فبالتأكيد ستكون شيمة أهل البيت الرقص .
عدت للسودان ووجدت الناس وخصوصاً الجيل الجديد تغيروا وتبدلت جلودهم ، نعم وجدت الكذب عادة قد تعودها البعض و حالات الكذب كثيرة في تعاملات الناس وفي اجتماعياتهم وقد ملأت الآفاق مقرونة بحليفة مغلظه .
نعم اقولها بالفم المليان كذب ونفاق و هذه لعلمى آفة لعينة انتشرت ومن الصعب محاربتها .
إنها ما سميت نفسها الانقاذ فشلت في تربية جيل كامل عمره ثلاثه عقود ، عودته على الكذب والنفاق وعدم الصدق والأمانه وانا اتعجب ان اهل الإنقاذ كانوا يدعون الفضيلة وجمال الإسلام وبدلاً
من ذلك نشأ فى عهدهم جيل كذوب وغير صادق وانا لا أعمم حديثى هذا للكل ولكن الأكثريه وحتى الكبار صاروا مثلهم و أصبح الكل يكذب ويجبر من هم أضعف منه أو محتاجون إليه على تصديقه وحتى حكومة البرهان تكذب وللمعلوميه الكذب السياسي هو اخطر أنواع الكذب لأنه يعمد إلى تضليل الأمة بأكملها ولا يقتصر على أفراد أو جماعات معينة فكيده عظيم ، والأخطر من ذلك أن يستمر الكذاب في كذبه ويجد تبريرا له، وللأسف الإعلام يكذب والآباء يكذبون، حتى الأطفال الأبرياء أصبحوا بارعين في الكذب متقنين له.
قسما عظما الشخص الكذّاب لا يُستأمن على مال أو نفس، فالصدق مبدأ أخلاقيّ، لا يقوم على التجزئة، ولا على المُحاباة.
اقولها وبكل صدق الناس تغيروا و تحولت علاقاتهم مطاطة إن صح تعبيرى حيث يمكن تشكيلها بأي قالب وتطويعها للظروف والمناسبات والمقامات وللأسف أصبح الصدق لدى البعض امراً لا وجود له.. وأصبح الكذب المغلفلدى هؤلاء هو صدق اليوم. ومع هذا لا نتعجب من التدهور الأحوال .
كل يوم أتأمل وأتساءل فى نفسى هل هذا هو الشعب السودانى الذى عرف بالصدق والأمانة و والطيبة معقول هذا هو السودان الذى تركته فى منتصف الثمانيات قبل مجيئ هؤلاء !!!؟
كنت اشعر بالعز حينما يسألنى أحد السعوديون من اى قبيلة انت يا عمر ، فاقول له بالفم المليان انا السودان يا طويل العمر فيبتسم ويقول لى ( والنعم )
ختاماً :
يعتبر الكذب من الأخلاق الذميمة، الذي ترفضه المجتمعات ولم يتصف به أي نبيٍ أو رسول أو صحابي، حتى أن الرسول عليه السلام كان يُلقّب بالصادق الأمين لشدة صدقه .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق