رأي

المخدرات… جهود الدولة هل تكفي لدحر شبح الموت؟

بقلم : أحمد حسين
خطر المخدرات وسط المجتمع أشد قتكاً من السلاح القاتل الفتاك، لأن المخدرات هي سلاح تستخدمه الدول والحكومات لتدمير الشعوب بدون أن تخسر رصاصة واحدة.
الناظر الى الواقع السوداني مؤخراً يجد أن المخدرات أنتشرت بشكل كثيف كأنما هو مؤشر الى أن جهات ما… خلف الظاهرة، وتعددت أشكال هذه الظاهرة وأساليبها وأضحت من السهولة بمكان أن تجد هذه المادة السامة القاتلة في متناول اليد أو أن تجدها داخل المأكولات والمشروبات كما ظهر مؤخراً في عدد من الحوادث، وبالتالي أصبح خطر المخدرات يتهدد المجتمع بأكمله وبأطياف فئاته المختلفة.
كثرة الحديث عن المخدرات في الأونة الآخيرة حدى بالإهتمام المتعاظم من الدولة ممثلة في رئيس مجلس السيادة أن يشكل لجنة خاصة بمكافحة المخدرات معلناً عن انطلاق الحملة قومية لمكافحة المخدرات حيث أنه عقد اجتماعا بوزارة الدفاع ضم عددا من الوزراء من بينهم وزراء الداخلية والدفاع والتربية والتعليم والتعليم العالي، وجهاز الأمن والمخابرات الوطني الى جانب اللجنة القومية لمكافحة المخدرات وجهات ذات صلة و شكل لجنة من الوزراء المعنيين ووجه بأن يستمر عمل اللجنة طيلة هذا العام.
بل لم يقتصر الأمر الى هذا الحد فقط ولكن البرهان إتهم جهات – لم يسمها- “بالعمل على انتشار المخدرات بدعم بعض المجموعات الشبابية تحت ستار دعم الديمقراطية وأنشطة مختلفة” مشدداً على ضرورة مجابهة خطر المخدرات دون تراخٍ.
وقال البرهان “استشعرنا خطر المخدرات على أبنائنا ولا بد من مجابهة الظاهرة من خلال دعم الحملة القومية لمكافحة المخدرات”.
وقال المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، لـ “سودان تربيون”، إن الاجتماع “أطلق حملة برعاية رئيس مجلس السيادة لانتشال قطاعات واسعة من الشباب من ظاهرة تعاطي وإدمان المخدرات”.
وكذا فإنه من قبل أيضاً وجدت عملية مكافحة المخدرات حيذاً كبيراً وإهتماماً متعاظماً من نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، حيث أعلن في العام 2022 منتصف فبراير عن تدشين مبادرة عوافي الحملة القومية الكبرى لمكافحة المخدرات وعلاج الإدمان في السودان بقاعة الصداقة
وجاءت الحملة تحت شعار “سودان خال من المخدرات وشباب محصن من الإدمان”
وكان وقتها محمد حمدان دقلو قد أكد خطورة إنتشار المخدرات وتزايد المتعاطين وظاهرة الإدمان بالبلاد، مبيناً أن المعلومات المتوفرة من المؤسسات الوطنية المختصة تؤكد تزايد ظاهرة المخدرات ونخشى على اجيالنا منها منها مبينا أن عدد المتعاطين بلغ 275 مليون حول العالم بزيادة 22% عن العام السابق وفقا للأمم المتحدة مشيراً الى أن الدولة تتحمل مسؤولية كبيرة للتصدي للظاهرة وتعزيز ضبط الحدود ومحاربة المروجين وتفعيل القوانين الرادعة تجاه الناشطين في مجال ترويج المخدرات .
وأوضح ان تزايد الظاهرة جعلهم يتبنون مبادرة عوافي للقضاء على الادمان ومحاربة المخدرات، وزاد دقلو قائلاً ” نتطلع لدور كبير من مؤسساتنا الوطنية والتعليمية والأندية والإعلام والفنانين والكتاب” داعيا الجميع للمشاركة في حملات التوعية وتصميم برامج خاصة تستوعب طاقات الشباب وعدم تركهم للفراغ وتعاطي المخدرات، وحث الأسرة للقيام بواجبها من متابعة سلوك أبنائهم .
وناشد دقلو الذين يزرعون المخدرات بالتوجه نحو مشاريع أخرى مطالباً المنظمات الاقليمية والدولية بتقديم جهود مشتركة مع دول الجوار للحد من تجارة المخدرات .
وأعلن دقلو عن ترميم جميع مراكز الادمان بالمستشفيات وتوسيع دائرة عمل المبادرة لتشمل كل ولايات السودان من أجل سودان خال من الادمان.
من جانبها أكدت الدكتورة حرم عبد الله ممثلة مبادرة عوافي أن ظاهرة الادمان أصبحت من القضايا التي تؤرق المجتمع ما جعل منظمة عوافي تتصدى لهذه الظاهرة وتطلق المبادرة القومية بمشاركة عدد من الاختصاصيين والأطباء وأساتذة الجامعات والتعليم المهنيين والفنانين .
لذلك يظل الجهد الشعبي والرسمي مطلوب بكثافة لمحاربة هذه الآفة التي أضحت تنخر في المجتمع وفي شبابه وكل يوم تظهر بشكل أكبر ووسيلة مغايرة، ويؤكد المختصون في علاج الإدمان أن الوقاية خير من العلاج وأن الأموال التي تصرفها الدولة في العلاج كثيرة جداً إذا ما قورنت بالأموال التي يمكن أن تصرف في الوقاية والتبصر والمكافحة.
ومن أخطر أنواع المخدرات التي إنتشرت مؤخراً ما يعرف بـ”الآيس” الذي يشير الباحثون أنه مميت وقاتل من ثاني إستخدام له للمتعاطي، فإنه بخلاف الأنواع الأخرى التي يمكن أن تمنحك فرصة أخرى للتعافى.
ويقول أطباء على نطاق واسع إن الجهد الحكومي وحده لايكفي ولا بد من تضافر الجهود المجتمعية مع الجهود الحكومية لتلافي هذا الخطر البغيض، ودعوا لإنشاء أجسام مدنية غير رسمية لانتشال الشباب من هذا البركان المهلك.
كذلك هناك دعوات مشددة على الرقابة على كل ما يدخل البلاد من مواد غذائية وضرورة إجراء الفحص المعملي لها قبل منحها الإذن بالدخول، وعلى جمعية حماية المستهلك يقع عاتق أكبر بإعتبارها المتخصصة في هذا المجال.

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق