رأي

ياسر الفادني يكتب في من اعلى المنصة: حكومة…. الحلو حبيبي… أداني تحية !!

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

حكومة…. الحلو حبيبي… أداني تحية !!

ثلاثة أيام كاملة كأنها مسرحية عبثية من طراز “الكوميديا السوداء”، حيث يخرج البهلوان من بين ركام الغبار ليقفز على خشبة مسرح مشيّد بالكذب ومغطى بديكور زائف، أبطال المسرحية لا يحتاجون إلى تعريف: رجل واحد يكتب السيناريو، يوزع الأدوار، يدفع التكاليف، ويجلس في الخلف ليصفق لنفسه، أما الآخرون، فمجرد دمى في مسرح العرائس

القاضي الذي جاؤوا به من الخلاء، لا جسم له سوى “مريلة سوداء” معلقة على عظم ممتليء لحما ، يترنح كظل بلا ملامح والمضحك حتى البكاء…. أن القسم عند هؤلاء صار (تحية)، قسم يؤدى وكأنك تقول (السلام عليكم) ، أما اليد على الكتاب فموضوعة على أطراف الأصابع، كأن الصفحات ساخنة بدرجة تحرق اللحم الحي، هكذا يُختزل رمز الدولة إلى لمسة مرتجفة على كتاب مغلي

أما كبير العصابة، فله تاريخ حافل في الفوضى المسرحية؛ سبق أن لوّح بالوثيقة الدستورية المقلوبة، وظهر صقر الجديان في يده رأسه إلى الأسفل ورجلاه إلى أعلى، كأنما أراد أن يعلن رسمياً أن كل شيء عندهم بالمقلوب: العقل، الدستور، وحتى رموز السيادة

ثم جاءت حفلة الحناء السياسية، طين بالوعات متجمد على أيدي الممثلين ، يوزعونه كزينة، أسئلة تتطاير في الهواء: أين مقار الوزارات؟ أين البنك المركزي؟ أين الممثل الدائم في الأمم المتحدة؟ الجواب الوحيد: في الجيوب، ولا شيء غير الجيوب، الوزارات ورقية، البنوك مخفية في كواليس الفساد، والبعثات الدبلوماسية مجرد مقاعد فارغة في مسرح من ورق

إنها مهزلة يضحك فيها التاريخ ضحكة مجلجلة، كمن يرى مهرجين يتعاركون على فتاتٍ في حفل تنكري، السؤال الآن: ماذا بعد هذه الحناء؟ المسرح قديم، الجمهور سئم، الممثلون فقدوا حتى القدرة على الإضحاك، لكننا ما زلنا جالسين في الصالة، ننتظر الفاصل القادم، وربما الإنهيار الكامل للخشبة نفسها.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى