رأي

صلاح دندراوي يكتب: الخريف في زمن الحرب

الخريف في زمن الحرب

بقلم صلاح دندراوي

رغم أن الخريف نعمة وهبة من الله على خلقه من بشر وحيوان ونبات وجعل منه كل شئ حي كما أخبرنا رب العزة.. إلا أنه في السودان كثير ما يكون نقمة ومشكل يتآذى منه كثير من الناس في أرَواحهم وأمتعتهم وممتلكاتهم التي تغرقها الأمطار وتجرفها السيول.

وها نحن كل عام ترانا يتكرر علينا ذات المشهد ونلدغ من الجحر عشرات المرات، دون أن يشكل لنا عبرة نعتبر منها في ما يلي من سنين، فيجئ الخريف القادم وترانا نخوض في ذات الوحل َنطلق من النداءات والإستغاثات ومد يد العون من الداخل والخارج.

وها نحن على أبواب فصل الخريف والذي أراه قد تأخر عن مواعيده، حتى أضطرت بعض الولايات التي تستمد من هذا الخريف رزقها أن تقيم صلوت الإستسقاء طلبا من المولى تعالى أن ينزل الغيث..

ولكن يا ترى ماذا أعددت حكوماتنا مركزية كانت أو ولائية لهذا القادم، رغم إننا ندرك الظرف الذي يجئ فيه خريف هذا العام من حرب وتآمر كبير فرضه الأعداء علينا وحكومتنا المركزية مشغولة في هذا الجهد ردا لهذا الإعتداء وهو ظرف نقدره.  ولكن يا ترى هل يقدره لنا هذا الخريف أو يمهلنا حتى ننهي ما نحن مشغولون فيه.

لا سيما إن أدركنا كم النازحين من الخرطوم الذين غزوا الولايات وأقيمت في تلك الولايات التي إحتضنتهم مئات المعسكرات. وهذا في حد ذاته يمكن أن يشكل خطرا بيئيا كبيرا إذا لم يحسن التعامل معه.

لذا فالأمر يتطلب خاصة من حكومات الولايات التي يتواجد فيها هذا الكم الهائل من اللائذين بها من جحيم الحرب، كثير من الجهد والإهتمام، وعلى رأس هؤلاء الجهات المعنية بهذا الأمر من وزارة الري والدفاع المدني ووزارات التخطيط العمراني بالولايات وغيرها، وحتما ستكون هناك كثير من الثغرات التي يجب أن يلتفت إليها المعنيون بالأمر قبل أن تقع الطامة حيث لايجدي ندم بعد ذلك.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق