رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: لا بتلقوها مملحة…. ولا بتشوفوها قَرُوض!

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

لا بتلقوها مملحة…. ولا بتشوفوها قَرُوض!

دويلة الشر وصانعة الخراب، اليد التي تبطش بها إسرائيل وتلوّح بها كالسكين المسموم في خاصرة الشعوب، تخرج الآن بلسانها العفن تقول: إن حكومة بورتسودان غير شرعية ، لم تكتفِ بخبثها المعتاد ولا طغيانها الخفي، بل تجرأت أن تُصدر أحكاماً، تتطاول على سيادة بلد لم تبنِه ولم تدفع من أجله قطرة دم، بل ظلت تغرس فيه خناجرها، حتى صار الجرح غائراً

لكن هذه الدولة، التي طالما لعبت بالنار، ذاقت طعم الحنظل قبل أيام في نيالا، حين امتدت يد العدل السودانية إلى خاصرتها الضعيفة، وذاقت طعم العلقم عندما أعلنت القيادة السودانية قطع العلاقات رسمياً معها، ووضعها في قائمة الأعداء بلا وجل ولا مواربة، لم يكن الأمر دبلوماسية تقليدية، بل إعلان صريح من قلب الصراع: لا مكان للخبث في أرضنا

شرعية القيادة السودانية لم تأتِ من ورقٍ ولا صناديق يُعبَث بها، بل جاءت من هدير الشارع حين صاح الشعب: “جيش واحد، شعب واحد”. جاءت من الدماء الطاهرة التي سالت دفاعاً عن وطن، من أبناء حملوا السلاح ولبّوا نداء القائد دون أن يُجبرهم أحد، بل بدافع الحب والانتماء والكرامة

قائد هذه الشرعية لا يختبئ خلف الأسوار ولا يرسل طائراته لتقصف من بعيد ثم يعود ليغتسل من دم الأبرياء ، قائد هذه الشرعية يمشي بين الناس، يزور الجبهات، يقف عند قبور الشهداء، يربت على كتف الأرامل، يسمع أنين الجرحى، ويبتسم للجنود في الصفوف الأمامية. أتحداك يا بن زايد أن تمشي في حيّ من أحياء بلدك دون أن تُغلق الطرقات أو تتوارى خلف ألف جدار

هذا القائد، الذي تحاولون أن تنالوا منه، أفشل عليكم أكبر مخطط، شربتم من كأسٍ سكّنتموه أنتم، لكنكم وجدتم فيه مرارة الخذلان، القائد الذي تحاربه ليس جنرالاً فقط، بل هو رجل تُحبّه الأرض التي يمشي عليها، لأنه من ترابها، لا من قصور زجاجية خاوية من الحب والهوية

قائدنا يستطيع أن يخاطب الناس بعفوية راقية، بلا سيناريوهات جاهزة، ولا مقصّات رقابة، يسمع ويستجيب، يتقبّل النصيحة ويُكرم صاحبها، لا يقطع رزقه كما تفعلون أنتم مع من يتجرأ على الكلام أما أنتم، فمن ينصحكم يُنفى، ومن يرفع رأسه يُذل ويساق الي المقصلة

وتحكي الحكاية أن قطاً أراد لبناً موضوعاً في إناء عالٍ لا يبلغه، حاول مراراً وفشل، ثم قال بسخرية: “اللبن عفن”. هكذا أنتم تماماً، لم تبلغوا هدفكم، فعُدتم تسبّون وتلعنون وتكذبون.

لكن هذه المرة، اللبن لنا، والبلد لنا، والكرامة لنا. أما أنتم، فمكانكم الوحيد هو مزبلة التاريخ.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى