رأي
أحمد حسين يكتب: عودة إيلا… قراءة عن كثب
عودة إيلا… قراءة عن كثب
يكتبها أحمد حسين
لعل عودة القيادي بشرق السودان ومن قبل القيادي بحزب المؤتمر الوطني والوالي ورئيس الوزراء السابق، محمد طاهر إيلا، بكل وصفه ورسمه، لعلها تعبر عن أشواق السودانيون للعهد البائد كما يسمونه أو عهد الإنقاذ “رضي الناس أم أبو”، وأكثر دليل على قولي ذلك هو الإستعداد والفرح الكبير والغامر الذي شاهدناه في وجوه السودانيين عندما إنتشر خبر عودة إيلا الى الوطن.
فكل الكيانات عند سماعها لهذا النبأ بادرت بتكوين لجان لإستقبال إيلا، كيانات الشرق وكيانات أخرى، وحتى التي لم تشكل لجان إستقبال ظهر الفرح على محياها جلياً، وكأن لسان حالها يقول عودة إيلا تعني عودة الإنقاذ بكل جبروتها وسطوتها، وحتماً هذا الإحساس لم يأت عن فراغ فكل أهل السودان جربوا الآخرين بعد تلاشي “الإنقاذ”، وعلموا جيداً معنى الأمن والأمان وغيابه عن بلد كالسودان، علموا جيداً كيف يعاني الناس في ظل حكم مدني غير واقع الحياة الى بؤس، ويغلق أبواب الجامعات سنين عدداً، ويعود بالبلاد الى عصر الجاهلية في توفير المأكل المشرب، وإحتياجات الإنسان السوداني الأساسية.
فرح الناس بعودة إيلا وفي بالهم أنه يمكن أن يكون المنقذ لهم في خضم المعاناة التي عاشوها من قبل بعد أن خسروا الإنقاذ، وكأن لسان حالهم يقول ليت الإنقاذ تعود الآن بعودة الرجل الذي يعرف كيف تدار الدولة وكيف توفر الإحتياجات الأساسية وغيرها للمواطن البسيط.
إيلا في عهده عندما كان والياً لولاية البحر الأحمر تغير حال البلدة تماماً وأصبح الإنسان الذي يريد أن يرمي القمامة في الشارع يفكر أكثر من مائة مرة قبل أن يفعلها لما للمدينة من نظافة وجمال يجعل الفعلة عصية حتى للذين لا يتملكهم الإحساس الراقي والشعور النبيل.
الكل فرح بعودة إيلا ماعدا بضعاً من لجان المقاومة قالوها بإستحياء وكأنهم يقولون نحن لن نرحب بإيلا ولكن فعلوا ذلك بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسر.
ما إستخلصته من فرح في أعين وتصرفات الناس من عودة إيلا جعلني لن أتردد في أن أقول والله لو أن الرئيس المشير عمر البشير تم الإفراج عنه وتم إعلانه رئيساً مجدداً لن يجد من السودانيين من يعارض هذا القرار.