رأي
صلاح دندراوي يكتب: وللزود عن الوطن أوجه متعددة
وللزود عن الوطن أوجه متعددة
بقلم/ صلاح دندراوي
الاوطان غالية وحب الوطن أمر واجب وقد أنشد فيها شاعرنا أحمد شوقي:
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
لذا يصنف الذي يتآمر على الوطن بالخائن، وهي تعد من أفظع ما يمكن أن ينعت به أحد.
وكل في مجاله يمكن أن يخدم الوطن ويقدم له، جندي كان، أوطبيب كان، أو مهندس، أو محام، أو عامل، أو فنان، أو أي ضرب من ضروب الحياة التي يعنى بها الوطن أو مواطنيه.
وإن كان جنود القوات المسلحة يقاتلون الأعداء بالسلاح الناري حفظا للوطن ترابه وأرضه وعرضه، فهناك آخرون يمكن أن ينصرون الوطن في مجالات أخرى، فكلها تصب في نصرة الوطن ورفع شأنه.
وما حققه منتخب السودان لكرة القدم امام الكنغو أول أمس كان واحد من تلك الإنتصارات التي يحققها الوطن، ويكفي حجم الفرحة التي أدخلها هذا الإنتصار على أفئدة الشعب السوداني الذي توشح بالحزن زمنا بفعل هذا العدوان الآثم الذي إنتهك كل الأعراف والقيم فأحدث في أبناء هذا الشعب تقتيلا وتشريدا وهدما لبناه التحتية.
فأحدث ذلك الإنتصار وقعا طيبا في نفوس أهل السودان وأسكن فيهم أملا بأن السودان بخير وأن أبنائه في كاقة المواقع يزودون عنه وويدافعون عن شعاره..
ولم يتخلف لاعبو المنتخب عن تلك الروح وهم يواجهون الخصم يحملون عشم وأمل الملايين ولم يخيبوا ظنهم فكانوا أسودا داخل الملعب ليحققوا مبتغاهم ويفرحوا تلك الملايين الصابرة من أيناء الشعب السوداني.
نعم هي خطوة نحو إحتلال موقع في نهائيات كأس العالم وهو حلم يعشعش داخل أفئدة أهل السودان سنين، ورغم الظروف المحيطة بالسودان والتي فرضت على المنتخب أن يلعب خارج أرضه، وأن يكون اللاعبون بعيدون عن حماس جماهيرهم إلا أن اللاعبين كانوا على قدر المسؤولية، وحتى جماهير الشعب السوداني المقيمين في ليبيا كانوا نعم الزاد ونعم الحس الوطني الذي تفجر في بنغازي الليبية ليكون لهم ضلع أصيل في هذا الإنتصار.
. إن الإنتصار أي كان شئ مفرح ويجلب السعادة خاصة في مثل الظروف الحالية التي يعيشها أهل السودان والذين في حاجة ماسة لأي دفقة فرح.. فشكرا لأبنائنا بالمنتخب وأجهزته الإدارية والفنية، الذين حعلوا هذا الإنتصار ممكنا. ونأمل في أن يكمل هلال السودان الفرحة مساء السبت القادم لتتسع دائرة الفرح وكلنا سودان.