رأي

ياسر الفادني يكتب في من اعلى المنصة: الفريق إبراهيم جابر.. العلاج بالكي

من أعلي المنصة

ياسر الفادني

الفريق إبراهيم جابر.. العلاج بالكي

حين يُستدعى الفريق إبراهيم جابر إلى ساحة المعركة المدنية، فاعلم أن الأمور تجاوزت مرحلة التجميل، ودخلت مربع “الكيّ”، ذاك العلاج الأخير حين تفشل المُسكّنات وتذوب الضمادات تحت حرارة الواقع

قرار رئيس مجلس السيادة بتشكيل لجنة قومية عليا برئاسة الفريق إبراهيم جابر لتهيئة ولاية الخرطوم لعودة المؤسسات الاتحادية، ليس قراراً عادياً، بل إعلان صريح بأن البلاد مقبلة على معركة من نوع آخر، معركة ترتيب البيت الجمهوري، من تحت الركام

الفريق جابر ليس جديداً على المهام الصعبة، فقد عُرف بنجاحه الهادئ، ونفَسه الطويل، وقدرته على معالجة الملفات الشائكة دون أن يثير الغبار، كل مهمة أُوكلت إليه خرج منها بأقل الخسائر وأكبر المكاسب، ولهذا كان الاختيار منطقياً، بل حتمياً

لكن الخرطوم اليوم ليست فقط عاصمة مدمّرة، بل هي عاصمة منزوعة الروح، ممزقة في جغرافيتها وساكنتها، ما ينتظر الفريق جابر ليس بناء مؤسسات فقط، بل إعادة تعريف العاصمة نفسها: من يسكنها؟ من يحكمها؟ من يحميها؟ ومن يعيد نبضها كما كان؟

أول ما على الفريق فعله هو فرض هيبة الدولة في كل شبر من العاصمة، لا عودة لمؤسسة اتحادية دون ضمان أمني حقيقي، لا وجوداً صورياً يكتبه المحاضرون في تقاريرهم، ثم تأتي مرحلة إعادة الخدمات الأساسية، وتطبيع الحياة تدريجياً لتلحق به المؤسسات، لا أن تسبقه وهي تعرج

السؤال الكبير: هل تنجح الخطة؟ النجاح ليس بعيداً، لكن الكلفة ستكون موجعة ، الخرطوم تحتاج جرعة “كيّ” شاملة: كيٌّ في خاصرة الانفلات، وكيٌّ في قلب الفوضى، وكيٌّ في عقل من لا يزال يراهن على التمرد والفوضى والفراغ

إني من منصتي أنظر ….حيث أرى… أن الفريق جابر رجل مرحلة حرجة، لا يُحب الأضواء لكنه يُضيء الطرق حين يمسك بالخيوط، الآن، بيده ولاية الخرطوم، ومفتاح الدولة ، وإن نجح، فقد نجونا جميعاً.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى