رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: ياسلام عليك … يااا سلام !

من أعلى المنصة

ياسر الفادني
ياسلام عليك … يااا سلام !
بالأمس حينما كنت …. (أنا والليل والمساء) !! أرسل إلى أستاذي المبدع  إشراقا وفنا شكر الله خلف الله  مقطعا صوتيا لأغنية الراحل المقيم مصطفي سيد أحمد والذي خط كلماتها عصفا شعريا وجمالا شاعرنا الكبير عبد الوهاب هلاوي ، أنا أقول لذلك المخرج الراقي :  ياسلام عليك…  يااااا سلام لأنك أهديتني عنوانا جاهزا لأكتب بقلمي نبضا من مقال  في هذا الجمال المفعم بالاريج السوداني الأصيل غناءا وحلاوة

عبد الوهاب هلاوي من شعراء بلادي الذين صنعوا من المفردة عزفا لحنيا فريدا تغني له الكثيرون من عمالقة الفن الراقي علي سبيل المثال لا الحصر زيدان إبراهيم في : بالله ليه يافراش ….خلاك وراح القاش وأعطى مساحة شعرية جزلة للأطفال عندما كتب:  تقول الساعة….. تك تك وغيرها الكثير ، عبدالوهاب هلاوي يعتبر من جيل الشعراء الذي مزج عصير القديم اللذيذ( بنوتيلا) الحديث المتفرد وهو ينتمي لمدرسة الرومانسية المدوزنة التي منهجها وفصولها الخضرة والماء والفراش والوجه الحسن البسها هذا المتفرد ثوب الواقع الجميل المنظر والمثير للخطر،  هلاوي يختار المفردات والجمل الكلامية بصورة تبهر المستمع وتضع للملحن الملعقة والسكر والكوب المرصع من ذهب  لتذوب فيه طعما وشرابا جميلا وممتعا من الغناء العذب

أغنية ياسلام عليك التي كتبها شاعرنا هلاوي و اداها مشنف الاذان المنفعلة تطريبا الراحل المقيم مصطفي سيد أحمد تعتبر من الأغاني التي نالت ماسية الفن السوداني و وقع عليها بانامل عزفت اوتارا من نغم الموسيقار يوسف السني  الذي القي عليها بريقا مسخن بودق العاطفة التي هطلت مدرارا في شكل كلام موسيقي مموسق وجاذب

  ماأجملك ياهلاوي عندما افصحت :  لومني مستني الملام …. ياسلام عليك ياسلام ياحلو دا السكوت مرات كلام ..  وعدم الملام هو كمان ملام
الوردة لو فاتا الفراش …مااظن تلوموا مع الندي .. مابتجرح احساسو الجميل…ماالريدة ياحنين كده .. هنا هلاوي اسبر بنا اسبارا عميقا في الوصف والتمثيل الأنيق والتشيه الضمني الرمزي وهذا مايسميه النقاد (كهف الكنز الإبداعي الشعري ) وهو ما اتصف به هلاوي

الرائع مصطفي سيد أحمد ساعده صوته الرخيم وطبقته المناسبة والتي فصلت ذبذباتها علي هذه الأغنية وشكلتها في قالب جميل  ملا القلب انجذابا ثم آفاض ، مصطفي سيد أحمد ابدع في إخراج هذه الأغنية صوتا وحضورا ، إذن ثلاثة التقوا شاعر صنع الخلية والملحن ضبط طعم المذاق الراقي والثالث خلق منها نبرات غناء من عسل  مصفي وخرجت هذه الأغنية لتسجل نفسها في سفر الأغنيات الخالدة ، ياسلام عليكم جميعا…  ياااااااااا سلام !!.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق