رأي

صلاح دندراوي يكتب: صرخة في بريد والي الخرطوم

نقطة ضوء

بقلم/ صلاح دندراوي

صرخة في بريد والي الخرطوم

بين يديكم تلك الرسالة التي وصلتني من تلك المرأة المكلومة بالظروف… وتقول الرسالة:

السلام عليكم يااخوي
ربنا يصلح حال السودان ويحفظه ويحفظ اهله يارب، يااخوي الغالي جيتك وكلي امل في الله وفيك والله العظيم واعتبرني اخت ليك والظروف الماريين بيها دي يعلم بيها رب العالمين وربنا يصلحها، نحنا في البيت ٥ أخوات و٨ اطفال صغار والله اولادي واولاد اختي واليوم لينا ٩ يوم نقطه مويه ماعندنا والكهرباء مامستقره بنشتري موية صحة من البقالة للشفع. وكرستاله المويه الصغيره دكاكيين بتبيعها بي ١٠٠جنيه، ودكاكيين بيبعوها بي ١٥٠٠جنيه. والله العظيم وشبه مافي في الدكاكين، وفي تكاتيك بملو برميل المويه الواحد بي ٨ ألف من امس ماشربنا مويه  والله العظيم يااخوي، وامي عندها سكري وضغط وكلي مابتستحمل العطش، والشفع مازنبهم حاجه يااخوي، هذا خلاف الاكل السلطه بيبعو فيها اقلا شئ بي ٢مليون ده اقلا شئ والعيشه الواحده بي ١٠٠جنيه في الفرن الجمبنا، وبعد ده الا تقيف صف طويل أي شي طار السما وبقي غالي يااخوي، ويمكن تكون انت عارف الحاصل ساعدنا بي اي حاجة وفي ميزان حسناتك  ان شاء الله مواد تموينية  وربنا  ويعظم اجرك يااخوي عشان خاطر الشفع وامي والشفع ايتام والله العظيم،  وممكن ترسل لينا أي زول يوصلنا في البيت من طرفك عليك الله يااخوي
وربنا يكرمك، اختك في انتظارك يااخوي.
إنتهت الرسالة.

* هذه الرسالة وصلتني من تلك المرأة الفاضلة المكلومة وهي تحكي عن الظروف التي تمر بيها. وكانت صادقة وهي تعرض الظرف الإقتصادي الذي تعيشه والإستغلال السئ لبعض ضعاف النفوس الذين يستغلون تلك الظروف ليغالوا عن سعر سلعهم، وتشكي كيف أنهم يعانون في الحصول على المياه في بلد تجري فيها الأنهار من كل حدب.
نعم الظرف الذي يمر به السودان صعيب ومقدر والمسؤولون مشغولون بهموم وطن يتربص به الأعداء، ولكن تلك أشياء ضرَرية ومن حق المواطن على المسؤول أن يوفرها له.
وأنا على يقين أن والي الخرطوم احمد عثمان حمزة يبذل جهودا مقدرة في تخفيف المعاناة عن أهل الولاية لا سيما وهم قد ظلوا صامدين رغم المخاطر، وسبق وأشدت بالجهود التي يضطلع بها الوالي في ذاك الظرف، وهو يخاطر متنقلا بين المحليات تحت زخات الرصاص، إلا أن الأمر يتطلب أكثر دقة وحرص في تفقد حاجيات الناس وهمومهم وأحسب أن والي الخرطوم على قدر هذا التحدي وها أنا أبعثث له بهذا النموذج عله يجد صدى عندهم وأنا أحتفظ باسم ا تلك السيدة المحتاجة ومقر إقامتها إذا قدر لها أن يستجيب الوالي أو أي احد من الخيرين.

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق