رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان : يوم الأحد

ويوم الأحد المعني في العنوان هو يوم 16 أبريل اي اليوم كان بعد يوم 15 أبريل يوم السبت الذي اندلعت فيه شرارة الحرب الأولى في الخرطوم.

وكان يوم الاحد يوما مخصصا لصرف مرتبات عدد كبير من موظفي الدولة والقطاع الخاص باعتبار أن العيد تبقت له أيام فقط؛ فكان الناس وقتها يمنون أنفسهم بقضاء وقت جميل بين أزقة الأسواق وهم يستمتعون بشراء مستلزمات العيد السعيد.

ولكن الحرب اللعينة كان لها رأي آخر فكانت تضمر شرا مستطيرا لأهل الخرطوم ومن ثم لكل أهل السودان لاحقا.
فمع انطلاق الرصاصة الأول بالمدينة الرياضية بالخرطوم تبخر حلم يوم الاحد وشراء الملابس للأطفال واستلام المرتب؛ وتحول الهم من استعداد للعيد إلى تفكير في كيفية اتقاء الحرب واذاها وكيف تكون في مناطق آمنة تتقي بها زخيرة الحرب ولهيبها.

وبعدها تحول الهم إلى كيفية وجود طرق آمنة تسلك بها مسارا للنزوح من الخرطوم.

ولكن برغم ما أصاب الناس من عنت كان التفكير في يوم الاحد لا ينقطع باعتباره امل جديد وعودة ميمونة من كابوس الحرب؛ فالذين ثبت الله قلوبهم بالتقوى لم ينقطع رجاءهم يوما بأن الأحد قادم ولو كره الكافرون ولو كره المنافقون ولو كره المتعاونون مع المليشيا.

وإنني في ثنايا التفكير بيوم الأحد طالعت أمس خبرا مهما مفاده أن ولاية الخرطوم تعتزم إنهاء الإجازة المفتوحة التي كانت قد منحتها للعاملين للولاية بسبب الحرب؛ وذلك بالحديث عن إعادة الخدمات والموظفين للدولة لتقديم خدمات ضرورية لكل الذين يمنون أنفسهم بمعانقة مقلهم أرض الخرطوم من جديد لتتواصل المسيرة ويتصل العطاء بعد انقطاع قسري عن العمل في ظروف قاسية معلومة لدي كل الناس.

ونقول للمسبطين من الناس هذا يوم الأحد الذي كنا ننتظره أصبح قاب قوسين او أدنى؛ الذين كانوا يخوفون الناس أن تلك صفحة طواها التاريخ ولن تعود مجددا.

الملاحظ أن الحياة بدأت تعود في ولاية الخرطوم بشكل سريع جدا يفوق الخيال؛ فما أن يتم تحرير منطقة الا وتجد الوالي احمد عثمان حمزة أول من يصل إلى الناس و المواطنين في تلك المناطق.
فالطريقة التي تعود بها الحياة إلى الخرطوم مزهلة جدا ليست بمقاييس حدث الحرب؛ فعلمت من بعض محدثي أنهم ذهبوا للخرطوم واطمانوا على منازلهم وأن فترة العامين التي مرت وانقضت كأنها إجازة قليلة وكل شي سيعود كما كان وأفضل مما كان بعد تجربة مريرة عرف فبها مواطن الخرطوم وكل مواطني السودان الكثير لعله يكون محفزا لما أطال الله في عمره وأصبح من الذين يزاولون أعمالهم مع بداية الاعلان الرسمي لعودة الناس لأعمالهم في الخرطوم.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى