رأي

ياسر الفادني يكتب في من اعلى المنصة: أبو شوك يقلب الطاولة من تحت الركام إلي ولاية تدار

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

أبو شوك يقلب الطاولة من تحت الركام إلي ولاية تدار

ما بعد الحرب ليس زمن خطب، بل زمن فِعل، وما فعلته حكومة ولاية الجزيرة بقيادة الوالي الطاهر إبراهيم الخير ووزير ماليته عاطف محمد إبراهيم أبو شوك ليس عملاً روتينيًا، بل صفعة مرتدة في وجه مشروع الخراب الذي حاولت المليشيا ترسيخه، الخراب دخل على ظهر السلاح، لكن الردّ عليه لم يأتِ من فوهة البندقية فحسب ، بل من ميدان الكهرباء والماء والامتحانات والزراعة ميدان بناء الدولة الحقيقي

منذ تحرر الأرض، لم ينتظر أحد حفل تدشين ولا إستعراضًا للكاميرا، ما جرى كان أشبه بانقضاض إداري على الفوضى، بدلاً من توزيع الاتهامات، بدأت الولاية بخطة طوارئ دقيقة، لا تستعرض لكنها تصيب ، ضربت مباشرة في عمق الأزمة: المرافق الخدمية، لا يوجد أصدق من إعادة التيار الكهربائي المياه في أحياء ودمدني لتقول للناس: الدولة عادت، والمليشيا إنكسرت فعليًا لا رمزيًا

الحديث عن 109 وحدة طاقة شمسية تغطي أحياء المدينة ليس مجرد رقم، بل هو إعلان إسترداد السيادة الإدارية، تأهيل المحطة النيلية لم يكن قرارًا هندسيًا فقط، بل موقفًا سياسيًا شجاعًا: المليشيا دمّرت، ونحن نُعيد من حيث إنتهى الخراب

جنوب الجزيرة لم تُنس، ولا حتى بقية المحليات، الكهرباء لم تُرمَّم فقط، بل أُعيد ترتيب شبكاتها وتحويلاتها، وتم تأمين زيوت المحولات في لحظة إنهيار لوجستي كامل، مستشفيات، سجلات مدنية، مؤسسات عامة، كل ذلك تم ضخه بالطاقة الشمسية. أكثر من 1000 وحدة! هذا ليس رقمًا عابرًا، هذا انقلاب إداري ايجابي على العتمة

وزير المالية في الجزيرة لا يُنظّر، ولا يدور حول الأزمات كمن “يبل ريقو” في مؤتمرات صحفية، بل نزل لميدان الفعل، إمتحانات الثانوية تم تمويلها بالكامل،أما الخريف، فقد سبقت الولاية موعده، ووفرت آليات استعداد حقيقي، اخذ فيه الوزير قصب السبق الريادي مقارنة بالولايات الأخري برغم الظروف التي مرت بها الولاية

وفي ملف الزراعة، تحركت الولاية بحسّ إقتصادي، بتكوين محفظة تمويلية بالشراكة مع البنك الزراعي، وفتح الباب للمزارع الصغير عبر مؤسسة التمويل الأصغر، خطوة تقطع الطريق على لوبيات السوق الأسود ومهرجانات “الدعم” التي لا تصل التراب

ثم يأتي القرار الجريء: إلغاء الرسوم على المواد البترولية، هذه ليست هدية، بل موقف ضد ثقافة الجباية المتوحشة، القرار أدّى مباشرة إلى خفض سعر الوقود، وتأكيد شفاف أن لا زيادة مرتقبة إلا إذا زاد سعر الشراء من بورتسودان، وضوح نادر من مسؤول نادر !!

عاطف أبو شوك لا يُراوغ، والوالي الطاهر لا يغيب، والنتيجة: حكومة تعيد تعريف ما يجب أن تكون عليه الدولة بعد الحرب، ليست منّة على أحد، بل أداء يفرض إحترامه، لا يطلبه

إني من منصتي أنظر… حيث أري أن ولاية الجزيرة الآن لا تُدار فقط ، بل تُبنى ، ومن يريد أن يرى الفارق بين دولة في الخدمة ومليشيا في التدمير، فليأتِ إلى الجزيرة.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى