رأي
محمد عبد الله الشيخ يكتب: الدندر قيم تعيد كتابة التاريخ
الدندر قيم تعيد كتابة التاريخ
محمد عبدالله الشيخ
تظل القناعة لدرجة اليقين انه مهما حل بالسودان وأهله من عنت وضيق كان ذلك ادعي بأن يخرج أجمل واعظم قيم المجتمع كما هو بالمقابل يخرج نتن وقزارة فئنة قليلة محسوبة علي هذا الشعب هكذا هي أهم الدروس والعبر المستخلصة والمستفادة من كريهة الحرب خاصة بعد القدر الخذي الذب شهدته مدينة ودمدني الذي كان الأكبر أثرا وأوسع افرازا لما باتت تمثله ود مدني من أهمية ذات أوجه عديدة بعد ماحل بالخرطوم ولعل العمل الدعائي الكبير والالة الاعلامية الضخمة وحملات التخويف وانتشار الشائعات من قبل مناصري المليشيا نجحت في أحداث هجرة افرغت جل ان لم يكن كل القري والمدن جنوب مدني وعدد كبير من مواطني سنار وسنجة لتخرج بحثا عن مناطق اكثر امنا وهي تعاني انهيار وجداني وضعف للإحساس بالثقة غيب عنها التفكير بموضوعية فمضت جحافل السيارات بمختلف الاحجام والأشكال تنهب الطريق عبر مدينة الدندر التي اصبحت المنفذ الوحيد للخروج الي شرق وشمال السودان عبر جسر نهر الدندر ذو الاتجاه الواحد الذي لايسمح بمرور سياراتين في اتجاهين متعاكسين هذه الحالة خلقت حاله من التكدس للسيارات التي تحمل المسافرين والبضائع والوقود وخلق مشاهد مدميه للقلب مجرية للدمع لكن كيف تعامل اهل الدندر ((القويسي))مع الأمر وقبله كيف تعامل اهل القضارف مع العابرين ومن القضارف بدأت لي مشاهد المأساة والعظمة معا مأساة النزوح والرعب وعظمة التصدي والمواساة فقد كنت يومها في طريق عودتي من بورتسودان بمعية ابنتي الصغيرة ميامن التي راعها ماراعني وأكثر فقد خرج مواطنو القضارف من قرية ام شجرة شرقا حتي نهاية المدينة غربا بمحازات الطريق يقدمون الماء والطعام وياون الفارين في مشهد يمثل اعلي قيم التكافل لكن ما رأيته في القضارف كان مقدمة لمشهد اكبر ومعاني أعمق تصعب الإحاطة به لكن لاغرابة ولا دهشه لمن يعرف الدندر ورسوخ قدمة في الكرم المتوارث كابر عن كابر ظللت وليومين أوثق بعيني واشبع نهمي بعد حرمني فقدان هاتفي من النقل المباشر للحدث فظللت اشهد حشد لكل معاني القيم لم يتأخر ولم يتخلف احد فكل ماشهدت حشد من تكدس السيارات بما تحمل من أثقال بشرية الا ورأيت بالمقابل وقفة لمجتمع عملاق كان وصولي الي الدندر في الساعات الاولي من صباح الأربعاء وجدت منزل الأخ صلاح علي واصهاري يعج ويمتلي بالضيوف وهكذا المشهد في كل البيوت اما في الطرقات وهنا اللوحة والروعة خيمة لاتقي الحر تمتلي بنساء وشابات وشباب يعدون الطعام والشاي والقهوة تتوزع الأدوار بينهم دون برتكول كل من وجد ثغرة سداها لم تعبر عربه من والي الدندر الا وجدت الطعام والمشروبات شباب تخطي جهدهم تقديم الطعام والشراب ليقفوا الي جانب رجال المرور الذين أثبتوا كفاءة عالية وتفاني في خدمة الشعب المكلوم غيرت تماما ذلك الانطباع السلبي تجاه هذا القطاع ورفعت رصيده عاليا في اعلي مصاف الإنسانية والوطنية وتبقي التحية حق مستحق لصاحب آلة الودر الذي فتح وافسح بألتة جانبا من الطريق فك الاختناق مابين شرق الكبري وغربه لكن بقدر هذا الجمال يسؤ الإنسان تلك الانتهازيه وموت الضمير حيث يجلس علي رصيف السكة حديد ثلاثة من سائقي البصات السفرية يحتسون الشاي مجانا يتبادون الحديث بنشوف عن ارتفاع قيمة تذكرة السفر حيث ذكر أحدهم انه يحمل الراكب من ربك الي بورتسودان بمبلغ مائة وعشر الف جنية ليقاطعة اخر ان قيمة تذكرته مائة وخمسون الف وياتي الثالث ساخرا منهم ان قيمة تذكرته مائتي الف جنيه وما بين هولاء وأهل الدندر تكمن المفارقة ويمتد اليون شاسعا ليعلم الكل كيف حدث ماحدث بمدني دون أن يرفع حاجب الدهشة ليظل الصراع بين قيم هذا الشعب والانتهازيبن تؤكد ان صبح الحق يأتي بعد أشد ساعات العتمه