رأي
سارة الطيب تكتب: المنظمات الدولية .. يبكون باسم شعبنا ويسرقونه..!!
عشرات التصريحات تتدفق ليل نهار من المنظمات الدولية تحت عناوين ملفتة على الدوام ( من المرجح انهيار السودان .. السودان سيشهد إبادة جماعية.. جيل باكلمه مهدد بالفناء.. المجاعة باتت وشيكة. وبعدها الاستجداء باسم شعبنا. العالم لم يقدم للسودان سوي 5% من الميزانية المطلوبة كان من الممكن انقاذ عشرات الاف من الرواح .
انا علي ثقة ان العالم الغربي لا يهتم بنا كشعب او يهمه كثيرا ان نموت او تتحطم بلادنا .. ويمكن الإشارة الي ان منشورات الرئيس الأميركي جو بايدن على وسائل التواصل الاجتماعي حول حرب إسرائيل على غزة مقابل السودان حيث قام بالتغريد عن إسرائيل أو غزة 107 مرة على الأقل في الأشهر الستة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 ولكنه منذ أن بدأت الحرب في السودان قبل أكثر من عام، قام بالتغريد عن السودان أربع مرات – ثلاث منها كانت حول إخلاء السفارة الأميركية في الخرطوم مباشرة بعد اندلاع القتال.
نعم انها العنصرية المتأصلة في السياسة الخارجية الغربية لعبت دوراً، وقد ذكر خبراء غربيون إن الإهمال النسبي الذي تلقاه السودان من أعلى المستويات في القوى الغربية التي يمكن أن يكون لها تأثير في الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان للجلوس لمحادثات السلام قد أدى إلى الحالة الراهنة للحرب التي طال أمدها.. نعم انهم لا يتكثرون بأمرنا كثيرا، رغم صياح منظماتهم التي تتاجر بمآسينا ، وهذه الماسي ليست من صنع أيدينا بل ذات العالم متورط فيها أيضا، من اجل مصالحه في بلدنا ، وهو اليوم يجلس على كراسي المتفرجين بانتظار لحظة انهاكنا لينغض وينهب موارد بلادنا ولا يهمه مصير شعبنا.
المنظمات الدولية تفتقد لمعايير الشفافية في عملها في بلادنا، وشعبنا من حقه ان يعلم الميزانيات الهائلة التي خصصت له طيلة سنوات ووصلت لمليارات الدولارات كدعم دخل جيوب تلك المنظمات ولكن لم يخرج منه سوي اكثر من الثلث للذين تستجدي تلك المنظمات العالم باسمهم .
والعديد من المنظمات الدولية لم تلتزم الحياد يقتل موظفيها علي يد المليشيا الإرهابية وتكتفي بإدانات خجولة ، وحتي عندما يرتدى قادة في التمرد ملابسها المخصصة للعمل الإنساني تغض الطرف، منذ بداية هذا العام لم تتمكن سوي من إيصال قافلة واحدة من نحو 60 شاحنة – ليتهم يستطيعون انكار هذا الرقم وهذه الحقيقة- ويعلمون من السبب وكيف ولماذا عجز قادة المليشيا عن السيطرة علي لصوصهم ومجرميهم الذين يقطعون الطرقات ويقفون جدارا امام وصول المساعدات لشعبنا وخاصة في دارفور وغيرها من مناطق سيطرتهم وتخرج المنظمات للحديث عن عرقلة الحكومة لايصال المساعدات ، وعندما حددت الحكومة اكثر من ست مسارات عبر دنقلا وبورتسودان وكوستي وجنوب السودان وحتى من تشاد – وفيها اقترحت مسار افضل للمنظمات بعيدا عن مسارات نقل الأسلحة للميشيا- ..اين تلك المساعدات لماذا لا تزال متمنعة عن الوصول.
العشرات من السيارات الفارهة والمئات من الموظفين الدوليين في ارقي الفنادق وباعلي الرواتب والنتيجة فتات يصل للمسحوقين .، مصحوبا بصراخ المنظمات من خطر المجاعة ولو انفقوا ربع ميزانيتهم على الزراعة ولو في المناطق الامنة في شرق وشمال السودان لحققنا الامن الغذائي والاكتفاء .انهم بكل اسف يعيشون على حساب الأزمات والكوارث وحاجات الناس
نعم نحن اليوم متألمون منشغلون بما فعلته حرب المليشيا الإرهابية المحرمة لبلادنا وشعبنا ولكننا نتذكر فسادكم في سوريا عندما أجرت هيئة رقابية حكومية أمريكية ، تحقيقات حول الفساد في تقديم وكشفت تلك التحقيقات عن تورط عدد كبير من المنظمات غير الحكومية في عمليات تزوير وفساد واسعة، ومن بينها منظمات ذات تاريخ طويل في العمل الإنساني مثل الهيئة الطبية الدولية (IMC) ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC) والمنظمة غير الحكومية الأيرلندية (GOAL)، والتي عوقبت بتعليق التمويل عنها
ونتذكر فسادكم في اليمن لدرجة ان اطلق اليمنيون حملة ضد المنظمات الدولية تحت اسم (اين فلوسنا) وخلال حرب اليمن بلغت الأموال المخصصة لليمن نحو 23 مليار دولار ، ولكن شعبها لا يعلم عن مصير تلك الأموال وأين ذهبت وكيف تم صرفها ولمن أنفقت هذه الأموال ولماذا لم تصل إلى المتضررين الذين يستحقونها؟ وبالتالي لماذا لم تكشف عن بياناتها المالية وفقاً للقوانين الدولية ولوائح عمل الوكالات الدولية العاملة في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية. وجزءاً كبيراً من تلك الأموال صرفتها المنظمات تحت مسمى الإغاثة ذهبت لتمويل ورش عمل وفعاليات شكلية سفريات وفنادق لموظفي المنظمات الدولية ووكلائهم المحليين. فبينما تصل للفقراء قطعة صابون وإناء بلاستيك وإرشادات عن أهمية غسل اليدين.
نتذكر كل هذا وسنحاسبكم كما سنحاسب من تسبب في اشعال هذه الحرب ومن قتل شعبنا وسرق بيوتنا كما تسرقون انتم اليوم باسم مأساة شعبنا .