رأي

عبد الله فتحي يكتب في نصف كوب: مؤتمر مصر..تقزم قحط..ووعد اقترب!!

د.عبدالله فتحي يكتب:

عمود صحفي بعنوان/

نصف كوب

مؤتمر مصر..تقزم قحط..ووعد اقترب!!
………………………….

رشفة أولى:

المؤتمر الذي استضافته العاصمة المصرية بحضور بعض القوى السياسية السودانية شهد تداعيات مؤسفة وطرح مبتور ( كخريطة السودان دون الجنوب ) ونهايات لا تصلح لأبيخ فيلم هندي.

أفضل مافيه الحديث الموضوعي للرئيس المصري بقوله: ( إن مرحلة الانتقال للمسار السياسي لمعالجة الأزمة السودانية تتطلب مشاركة كافة الأطراف وفقا للمصلحة الوطنية وأن يكون شعار ( السودان أولا ) هو محرك جميع الجهود الوطنية المخلصة التي ترتكز على احترام مباديء سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه والحفاظ على الدولة ومؤسساتها باعتبارها اساس وحدة وبناء واستقرار السودان وشعبه.).
حتى البيان الختامي لم يجد قبول المدعوين ولم يسجلوا توقيعاتهم ولم يكفيه أنه لم يشير الى ( آلام ) شعب السودان المنكوب..بل لم يلبي حتى الحد الأدنى من ( آمال ) الشعب السوداني بتضامن لفظي معهم في صف ( المجني عليه ) والاشارة مباشرة الى (الجاني).!!

رشفة ثانية :

آلاف بل ملايين السودانيين يعيشون اوضاع انسانية سيئة للغاية في كافة المخارج والحدود قطعوا صحارى وغابات ووديان ومخاطر لا تحصى ولا تعد ( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.) و مدينة الكفرة الليبية كنموذج يتكدس فيها الآلاف من العابرين الهاربين من الموت الى شبه الموت ينتظرون من يعطيهم بصيص أمل للعودة الى ديارهم..و( قحط) في نسختها الثانية (تقدم) تتقزم وتتضاءل حد الانكفاء و الاختفاء وتكتب على رمال الشاطيء طلاسم غير مفهومة جرفتها الأمواج الأولى مساء يوم المؤتمر الختامي.
بينما الساحة السودانية تشهد هذه الأيام أحداث مشرقة ومبشرة قوية وارهاصات انفراج وشيك للأزمة السودانية تتحدث عنه جملة اخبار و مشاهد حية تشكل لوحة واضحة شفافة عنوانها (وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ).

نائب وزير الخارجية السعودي يصل وهو يحمل رسالة عاجلة من ولي عهد المملكة ليلحق بقطار أصدقاء السودان ساعة المحنة ( الصديق وقت الضيق.).

والفضائيات تنقل مشهد وزير الداخلية الصيني ( وجها لوجه.) مع نظيره السوداني وهما يعقدان اتفاق تعاون ببنود تشمل معالجات واعادة اعمار ( سودان مابعد الحرب.).

والجار الاثيوبي ( آبي أحمد) وصل الى السودان ومشاعر ابتهاج في ملامحه والبرهان قاد سيارة الضيافة بنفسه لاكمال حديث عن رؤية السودان الخارجية بعيدا عن مايكروفونات وكاميرات الاعلام..( نحن البيننا عامرة..زي ما كنا أول.).

والرئيس الروسي الفخم فلاديمير بوتين قادم الى بورتسودان في زيارة رسمية سبقتها تكهنات عالمية واقليمية ومحلية يقول محتواها ( هذه الزيارة ملخصها..إعلان نهاية الحرب في السودان.).
وفي الأجواء ينتظر الاذن بالهبوط وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي يحمل اوراق التمثيل الدبلوماسي في سودان مابعد الحرب .. وسلفاكير رئيس جنوب السودان يصل لتحديد دوره في المرحلة القادمة.. ووفد وزاري مصري يصل ليشرح خطة عودة اللاجئين السودانيين الى ديارهم..
وفود تتسابق كلها وتحتشد في العاصمة الطارئة بورتسودان لدفع ثمن تذكرة المشاركة في الفصل الختامي للمسرحية التراجيدية ( دولة آل دقلو في السودان.).

رشفة آخيرة:

حتى حولنا الافريقي بدأت فيه ارهاصات مبشرة تتكون بصورة سعيدة مفاجئة.. دول ( النيجر.مالي.بوركينا فاسو) تتحد مكونة دولة واحدة ( جيش واحد..عملة وحدود سياسية وسياسة خارجية واحدة) واختيار الرئيس المالي رئيسا للدولة الجديدة..
هل زيارة سلفاكير تضع الحروف الأولى لسودان كونفدرالي موحد؟..
يسر وبشارة ودماء عافية قرمزية نتابعها تسري وتجري في شرايين السودان..بشراكم أهل السودان و..معاكم سلامة.????

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق