رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: شكرا جميلا ديوان زكاة القضارف

لم يكن قرار العودة لامدرمان مجددا بعد عملية النزوح المتكررة منها لولايات السودان المختلفة سهل؛ خاصة وبمعيتي عدد من أفراد الأسرة الكبيرة.

فكنت حينما يبلغني صديق أو نازح وهو في معيتي بولاية القضارف محطة نزوحي الأخيرة؛ بأنه ينوي العودة مرة أخرى لامدرمان بعد أن نزح منها بسبب الحرب اللئيمة أنظر إليه مليا وأتأمل طريق العودة؛وثمة تساؤلات تدور في ذهني حينها؛ أولها هل امدرمان أصبحت آمنه؛ وهل يمكن للإنسان أن يستقر بها ويجد من سبل العيش مايسد به جوع زغبة الصغار؟.

كلها تساؤلات مشروعة لرجل يفكر في العودة لدياره التي خرج منها مكرها.

وبعد أن تكررت معي تلك الصور والمشاهد والذين فعلا قد رجعوا لامدرمان للاستقرار فيها مجددا؛ استقر بي الرأي أن أعود انا أيضا لتلك الديار مرة أخرى.

فكان التفكير في كيفية العودة ومصروفاتها حتى هداني أحدهم لفكرة الرجوع عبر التفويج الذي ينظمه ديوان الزكاة بولابة القضارف عبر مشروع العودة للديار الذي بزل فيه مالا مقدرا في سبيل إسعاد الذين قرروا العودة لديارهم.

مشروع العودة للديار من المشروعات التي ينفذها ديوان الزكاة بكافة ولايات السودان المختلفة؛ ولعمري هو من أكثر المشروعات جماهيرية والتصاقا بالناس وتحسس حاجاتهم، خاصة إذا وضعنا الظروف الصعبة التي يمر بها المواطن ابان فترة نزوحه الطويلة والتي تزامن معها بالطبع الانقطاع المتصل والمتواصل من رواتب ودخل ثابت عند كل نهاية شهر.

رأيت سعادة حقيقية في وجوه الذين خدمهم الحظ بأن يكونوا ضمن الرحلة المتوجه لمدينة عطبرة والمنطلقة من ولاية الخير القضارف؛ وكأنهم ظفروا “بالحسنيين” كيف لا وجلهم لايملكون ثمن التذكرة وان ملكوها فهناك احتياجات أخرى ليصلوا لمبتغاهم.

حقيقة هذا المشروع من المشاريع التي عرفت الكثير من الناس بديوان الزكاة وإن كان للديوان مشروعات كثيرة وكبيرة في ميادين أخرى.

جمال المشروع يأتي في كونه فرحة إضافية لفرحة العودة للديار؛ فأصبحت الفرحة فرحتان وصول للمبتغى وعودة للديار بمساندة حقيقية من ديوان الزكاة.

لا يسعنا هنا إلا أن نشكر حكومة ولاية القضارف ممثلة في ديوان الزكاة والبلدية يقيادة الرجل الفاضل بشير محمد عمر؛ وكل القائمين على أمر “ابن السبيل ” في الديوان لكل مابزلوه من جهد؛ وشكر خاص لأمين الديوان بالقضارف وأركان حربه؛ والإخوان في إعلام الزكاة بالولاية دكتور عادل والاخ النشط البشوش جرير في كل ماقاموا به من جهد ليصبح أمر عودتنا لامدرمان ممكن.
كذلك يمتد الشكر للأخت الفاصلة سمية التي لم تلتفت إلى الطين والوحل في يوم السفر وخاضت بارجلها كل “الطين ” لكي يجد كل راكب مقعده من البصات التمان التي شكلت لوحة جميلة وقيادات الولاية وهم يصطفون لوداع المسافرين؛ حقيقة كانت لحظة معبرة بصدق لتضامن ديوان الزكاة مع المواطنين فشكرا جزيل ديوان زكاة القضارف.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق