محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: مالك عقار القائد الذي لم يكذب اهله 1/2
محمد عبدالله الشيخ
نصف رأي
مالك عقار القائد الذي لم يكذب اهله ١_٢
مواصلة لمقالي السابق بهذه الزاوية وبذات العنوان اقدم اعتزاري للقاري الكريم وللسيد سعادة الفريق مالك عقار أير نائب رئيس مجلس السيادة لما بتر من الموضوع الذي كان اساسه علي خلفية اللقاء الذي جمع سيادته مع السيد توم برليو رئيس المكتب البريطاني لشئؤن السودان وقد فاتني في المقال السابق اهم دار في اللقاء وذلك الحجر الذي ألغمه نائب الرئيس للمبعوث البريطاني بما لم يسمعه مسؤل أوربي من رئيس او مسؤل عربي أو أفريقي في العهد القريب مما يؤكد ان هذه المرحلة من حكم السودان كسبت رجل عالي الكرزمة الشخصية موفور المعرفة والقدرات مدرك لمطلوبات منصبه لم يتوقفةكثيرا في ماضي المرارات بل اتخذ منها زادا وترياقا لمستقبله وقدمها عبرة للاخرين دون ان تقعده تكسر عزيمته فتخلص عقار من كل الأثقال والاحمال وجاء للمنصب يقدم بلاده للعالم من خلال لقاءاته وجولاته الخارجية بشكل مغاير لتلك الصورة الذهنية المطبوعة عن السودان لدي الاوربيين والاميركان وكل دول السيطرة والسطوة العالمية الذين ييتعاطون مع الشأن والعربي والافريقي والسوداني علي وجه الخصوص بمنتهي الانفة والاستصغار والتكبر حيث لم يتعودوا إلا ان يقابلهم المسؤلين الأفارقة الاّ مطاطي الروس منكسرين يتلقون الاموار والتوجيهات علي خلفية ما تقدم تلك الدول من مساعدات ترهن ارادة الشعوب وتعبث بمقدراتها وتستغل مواردها م يكن موقف نائب رئيس مجلس السيادة المتسم بالجراة والقوة أمام المبعوث البريطاني هو الأول أمام مسؤل غربي فقد كان لعقار تصريح اقوي يفيض بالسيادة الوطنية أمام توجيهات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عندما خاطب رئيس مجلس السيادة سعادة الفريق اول البرهان بالتوجه الي جدة للاستئناف المحادثات مع مليشيا ال دقلو الإرهابية فكان ذلك التعليق الساخر والرفض القاطع ما بنمشي ((لا جدة ولا جدادة ))وعلي خلفية المواقف المتسمه بالقوة والوضوح والجراة والاعتزاز بالسيادة الوطنية تأتي تصريحات الفريق عقار أمام المبعوث البريطاني توم برليون بعد ان أكد له عدم رضي السوداني عن الموقف البريطاني المتماهي مع المليشيا من خلال دعم التوجه الإماراتي المتعهد بالدعم اللوجستي وكل انواع الدعم وتقصير بريطانيا كممسك بالقلم في دورة مجلس الأمن الدولي وعدم ادانتها للانتهاكات بشأن الشعب السوداني فالسودان ليس بحاجة للمساعدات ((المساعدات لن تعيد الموتي)) وياتي الاقوي في حديث عقار أمام المبعوث البريطاني عن فرية الادعاء بالسعي لاقامة حكم مدني ديمقراطي في السودان وما لم يكن يتوقعه المندوب البريطاني ان عقار لن يمر عليه وينطلي الحديث عن تطبيق حكم ديمقراطي في السودان وتفجأ بقوله(( انتم حكمتم السودان ولم تطبقوا الديمقراطية وطبقتم العنف وديمقراطية وست مانشستر )) وكان عقار اكثر اتساقا وتصالحا مع نفسه وواقعه المحيط ((انا قادم من منطقة رعوية حين اذهب إليها يسالني الناس عن (التيراب والدواء للبقر )لايسالون عن من من يحكم ولا عن الديمقراطية )) وأكد عقار في سياق حديثة إيمانه بالعدالة الاجتماعية واستدل خلال حديثه عن القهر وفرض سيادة الدولة الذي مارسه الاستعمار البريطاني بما جاء في مذكرات مجر ماسيو في منطقة النوير وتلك الحادثة الشهيرة بقطع راس احد السلاطين ورفعه أمام الناس حتي يخدعوا لدفع الضرائب وتظل مشكلة المبعوثين الاوربيين والاميركان لدي السودان هي فرضية جهل المسؤليين بماضي وحاضر بلدانهم في التعامل مع السودان ومشكلة هولاء انهم هم من يجهلون ان المسؤليين السودانيين يبحثون في التاريخ بما اتيح لهم من تعلم اللغة الانجليزية وغيرها من اللغات هكذا جرأة ومعرفة وثقة تطلبها ولاية الشأن العام في مستوياته العليا ليقدم المسؤل نفسه وبلاده كاملة السيادة بما يصحح تلك الصورة الذهنية المتكلسة النمطية السالبة لدي العالم ولعل هذا مايلحظ في هذه الفترة من تاريخ السودان يجهر السيد رئيس مجلس السيادة وأعضاء المجلس باراء ومواقف جرئية متناغمة ترفض التبعية والانقياد وتفرض سيادة البلاد وارادتها مهما كانت الضغوط والمؤثرات والحوافز والمغريات دولة قادرة علي تحديد خياراتها ومصالحها وبناء علاقاتها وتحالفاتها بما يتوافق مع مصلحة شعبها ويحفظ سيادته ويحترم ارادته فليس السودان برجل أفريقيا المريض فهاهو يقف صلدا بقواته المسلحة أمام أكبر تحالف وتآمر كوني لاستعماره واستغلال موارده ليكون محرضا للشعوب والبلدان بعدم الخنوع والانكسار في مواجة المخططات الشريرة
هذا مالدي
والرأي لكم