رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: مازالت الأوراق مبعثرة … عام آخر ينقضي من عمر السودانيين !!!!

عام آخر ينقضي من عمر السودانيين وهم مازالوا يرزحون تحت وطأة الحرب والتشريد والنزوح واللجوء؛ يتعاقرون مرارة الأيام وسوء الحال؛ يتقلبون من وضع شيء إلى حال أسوأ؛ مازالت المركبات والطائرات تنقلهم لبلاد الغربة ذات الثقافة غير المعهودة إليهم.

ينقضي عام ميلادي جديد آخر وفي النفس شيء من حتى؛ أوراق مبعثرة ووجدان يتلهف لواقع جديد ينتهي فيه كابوس الحرب ليعاود الناس حياتهم التي اعتادوا عليها دون خوف من دانة أو وجل من سلاح طائش أعمى لايفرق بين طفل صغير ورجل كهل وامرأة ثكلى.

يمر العام وفيه من بشريات النصر ما شفى بعضا مما اعتمل في صدور السودانيين من بطش وانكسار حدثت يافاعيل المليشيا الإرهابية المتمردة التي أحالت بلاد السودان إلى خراب.

عندما أمر بسوق امدرمان وأشاهد بأم عيني مافعل به من دمار لا أصدق عيني؛ وأتساءل في حسرة مكبوتة هل هذا هو السوق الذي اعتاد السودانيين على ارتياده منذ أن خلق الله الناس؛ قد تبدل حاله وارخى الليل سدوله حتى والشمس في رابعة السماء؛ دمار لم يستثنى متجرا ولا محل تجاري يجلب الرزق لصاحبه بعد ما يقول المنادي “حيا على الفلاح” .

والحرب في بلادي تدخل عاما جديدا أرجع بالذاكرة لعام مضى لاناس عرفتهم وعرفوني في فترة النزوح والإقامة هم كثر تعرفت في هذه الفترة عن قرب إليهم وعرفوني كذلك.

من هؤلاء رجل الأعمال الأشهر السوداني الأصيل الدكتور صابر شريف الخندقاوي الذي لم أكن من المقربين اليه في أوقات سباقات إلا أن ظروف العمل الصحفي عرفتني به من خلال أعماله الجليلة والإنسانية التي ظهرت للعيان لكل السودانيين في الداخل والخارج بلا استثناء؛ تابعته من خلال ماكتبه وما تفاعل به حين يأتي خبر سار للبلاد من انتصار للقوات المسلحة السودانية أو إنجاز يزيل الغمة والقلق عن مآقي أبناء بلادي؛ تابعته عن كثب لما ظل يقدمه من دعم بسخاء برغم الظرف الاقتصادي المتردي لكنه لعمري كتب إسمه من نور في أيام أقل ما توصف بأنها سوداء كالحة.

عام ينصرم وكل الآمال معقودة بأن تعود حياتنا لسابق عهدها يسير فيها الراكب في كل أرجاء الوطن لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى