عباس كابو يكتب في خيوط الطواقي: “مولانا أحمد هارون ومواقف الرجال وقت المحن”

خيوط الطواقى
عباس كابو
????????????????
مؤلانا أحمد هارون ومواقف الرجال وقت المحن”
????????????????????????
في لحظات العسر والضيق، حين تنكسر عزائم الضعفاء وتتراجع المواقف، يبرز أولئك الذين جبلوا على الشدة، وتربّوا في ميادين الصبر والجلد. من بين هؤلاء يبرز اسم مولانا أحمد هارون، رمز الصمود وقامة من قامات السودان الذين تجلّت فيهم معاني العزة والنخوة وقت الأزمات.
لم يكن أحمد هارون يومًا رجلاً عاديًا، بل شكّل حضوره السياسي والاجتماعي مزيجًا من الحكمة والشجاعة والإصرار، وهو الذي حمل هموم الوطن على كتفيه، وواجه العواصف بثبات لا يلين. في كل محطة من محطات الأزمة، كان صوته هادئًا ولكن فعله صاخبًا، لا يبحث عن المغانم، بل عن المواقف.
تجلّى البأس السوداني في شخصه، فكان رجل المواقف لا رجل الشعارات، وجاءت أفعاله ترجمانًا حقيقيًا لمعاني النخوة التي تربى عليها السودانيون الأحرار. في وقت تخلّى فيه الكثيرون عن مواقعهم، ظل أحمد هارون ثابتًا، مدافعًا عن إرث الوطن، وعن شرف المبادئ التي نذر لها حياته.
إن السودان، بترابه الطاهر، أنجب رجالاً لا ينحنون، وأحمد هارون واحد من هؤلاء، صلب وقت الشدة، شفيف وقت الحق، وشامخ في كل حين.
????????????????????