رأي

محجوب ابو القاسم يكتب: عودة “السوخوي”

*محجوب أبو القاسم*

*يكتب:*

عودة “السوخوي

أثار قرار إعادة تعيين الأستاذ خالد الأعيسر وزيرا للثقافة والإعلام والسياحة ارتياحا واسعا في الأوساط الإعلامية والثقافية وحتى بين عامة المواطنين بعد موجة امتعاض عارمة من أنباء سابقة عن ترشيح شخصية أخرى للموقع الحساس، هذا الغضب الشعبي العفوي دفع المرشح الجديد للاعتذار سريعا مؤكدا أن موقع واجهة الدولة لا يقبل المجاملة أو التجريب.

خالد الأعيسر الذي لقبته منصات التواصل بـ”السوخوي” لمهاراته الإعلامية الاستثنائية وصلابته في الدفاع عن قضايا السودان في مختلف المنابر لم يكن غريبا على الوزارة حين عاد إليها فقد أثبت في تكليفه السابق أنه لا يكتفي بإدارة الملفات من خلف المكتب بل ينخرط في المعركة الإعلامية مباشرة كخط دفاع أول عن الوطن في واحدة من أصعب مراحل تاريخ السودان.

إعادة تكليف الأعيسر هذه المرة جاءت بمباركة شعبية واضحة لما يتمتع به الرجل من مهنية عالية وبلاغة في الخطاب وقد شرع الوزير سريعا في ترتيب البيت من الداخل مستندا على ثلاثية إدارية قوية قوامها
د. جراهام عبدالقادر بخبراته الممتدة،
والأستاذة سمية الهادي الدينمو المحرك للوزارة والتي ظلت تعمل في صمت واحتراف وكانت إحدى دعائم العمل الوطني إبان فترة المجلس العسكري، وها هي تواصل عطاؤها اليوم بثبات وحنكة.

التحالف المهني بين الأعيسر وسمية وجراهام يبشر بتحول نوعي حقيقي داخل قطاعات الوزارة الثلاثة التي عبرت جميعها عن ارتياحها التام لإعادة تعيين الوزير لما وجدته فيه من فهم حقيقي لتعقيدات المشهد وتقدير للكوادر ورؤية تطويرية متقدمة.

وفي ظل التحديات المتراكمة يقف الوزير الجديد أمام مطلوبات كبيرة تبدأ بإعادة ترتيب العمل الداخلي وتطوير أدوات الإعلام والانفتاح الواعي على الإعلام الخارجي بما يخدم صورة السودان ويعكس قضاياه العادلة والحقيقية للعالم كما يشمل البرنامج العاجل تفعيل العمل الثقافي والمسرحي وإعادة الحياة لدور الثقافة والمراكز الإبداعية في المركز والولايات بالتعاون مع وزراء الإعلام والثقافة إلى جانب تأهيل وتطوير المناطق السياحية لتكون رافدا اقتصاديا وثقافيا يعكس ثراء وتنوع السودان.

ويحتاج الأعيسر ان يولي أهمية خاصة للإنتاج الإبداعي بجميع أشكاله من أدب وفنون وموسيقى وتنمية هذه الجوانب واعتبارها وسيلة فعالة لترميم النسيج الاجتماعي وبناء الوجدان الوطني على أسس الانتماء والتنوير والانفتاح.

الوطن اليوم في أمس الحاجة لإعلام قوي شفاف وفعال إعلام يحمل هموم الشعب ويدافع عن مواقفه ويكشف الحقيقة ويكون جزءا من صناعة الحل لا مجرد ناقل للأزمات.

عودة الأعيسر ليست مجرد قرار إداري بل هي عودة للثقة والوضوح والحضور المهني الرصين وهي فرصة نادرة لإحداث نقلة استراتيجية ينتظرها الشارع وتحتاج فقط إلى الإرادة والعمل المنسق والقرارات الشجاعة.

وحين تتوفر الإرادة وتتقاطع الكفاءة مع الرؤية يصبح التغيير ممكنا بل حتميا.

الأعيسر أمام فرصة تاريخية لاجتراح واقع إعلامي وثقافي وسياحي جديد عنوانه صوت السودان الواحد وصورته التي تليق.

ولنا عودة.

16/يوليو 2025م

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى