رأي

ياسر الفادني يكتب في من اعلى المنصة: من الجزيرة … رسالة يجب أن يحملها عقار

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

من الجزيرة … رسالة يجب أن يحملها عقار

الزيارة التي قام بها نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار إلى ولاية الجزيرة لم تكن مجرد محطة بروتوكولية عابرة، بل كانت بمثابة نافذة أمل تفتح على واقع أثقلته الخيبات والخراب الذي خلّفه الأوباش في هذه الولاية، الجزيرة التي كانت ذات يوم قلب السودان النابض، دفعت ثمناً باهظاً من بنيتها وخدماتها، لكنها عادت لتنهض من جديد بجهد صادق من واليها، الرجل الذي آثر العمل على الصخب، والبناء على المهاترات

يكفي أن نتأمل في ما تحقق: الكهرباء التي يستمتع بها المواطنون اليوم ليست منحة من فراغ، بل هي ثمرة اجتهاد وإدارة واعية، والمياه التي تعود للتدفق بانتظام هي نتيجة لخطط مدروسة، والعطاءات التي طرحت في مجالات التنمية والتأهيل والمباني ليست شعارات جوفاء بل واقع تراه على جدار وزارة المالية ممتلئاً بالإعلانات والمشروعات، هذا الوالي لم يكتف بالجلوس في مكتبه يعدد الوعود، بل تقدم بخطوات عملية جعلت الولاية تضع قدميها على سكة الإصلاح الحقيقي

أما عقار، فهو ليس سياسياً عادياً يُقاد بالعاطفة أو تُغريه الأضواء، بل رجل خبر دهاليز السياسة وصمد في لحظات عصيبة إلى جانب القوات المسلحة، واختار طريق الوطنية بوعي، بينما كان غيره من (المتسكعين) يلهثون في عواصم العالم خلف مقاولات رخيصة لبيع المواقف وخيانة
الوطن، من هنا، فإن زيارته للجزيرة يجب ألا تُقرأ كزيارة عابرة، بل كرسالة عميقة إلى الداخل والخارج بأن الدولة ترى وتقيّم وتثبّت أقدام من يعمل بصدق

الرسالة الأهم التي يجب أن يخرج بها عقار من هذه الزيارة واضحة وضوح الشمس: لا تمسوا هذا الوالي، إن أي تغيير في هذا التوقيت غير سليم ، فالرجل لم يدخل في صراعات ولم يفتح جبهات جانبية، بل ركّز على مهمة واحدة: أن تعود الخدمات للمواطن وتستقيم التنمية بخطى ثابتة استبداله اليوم يعني أن تبدأ الولاية من جديد مع مسؤول آخر يحتاج وقتاً ليجمع أوراقه، بينما الزمن لا يرحم والاحتياجات تضغط

إني من منصتي انظر ….حيث أقول بصوت عالٍ: يا عقار، هذه هي رسالتك التي يجب أن تحملها من الجزيرة، هنا والي اختار أن يعمل لا أن يتخاصم، أن يبني لا أن يهدم، أن يتقدم لا أن يراوح مكانه، هنا رجل يستحق أن يُمنح الثقة كاملة ليواصل ما بدأه
عقار: لا نوالي إلا هذا الوالي أتسمعني ؟

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى