رأي

صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: الوصفة السحرية لنجاح الجزيرة

نقطة ضوء

الوصفة السحرية لنجاح الجزيرة

بقلم/ صلاح دندراوي

النجاح لا يأتي صدفة وإن كان التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى وهو القائل( وقل أعملو فسيرى الله عملكم ورسوله  والمؤمنون) صدق الله العظيم.
وولاية الجزيرة إبتلاها الله بمليشيا لم تراع فيها إلا ولا ذمة، فعاثت في الجزيرة الفساد، وأهلكت الحرث والنسل، وشردت مواطنه، ودمرت مآويه، ونهبت ممتلكاته وجعلت الولاية قاعا صفصفا.
ولكن إن تزعزعت المدينة فلم تتزعزع الثقة في الله عز وجل، ثم في قواتنا المسلحة، وشعبنا، والتاريخ يشهد لهم بالبطولات والمواقف النبيلة.
فلم تركن حكومة الجزيرة ومعها اللجنة الأمنية ومواطن الولاية، لم يركنوا لهذا الواقع بل جعلوا يناهضونه بالسلاح والمال والفكر فتضامن أهل الولاية جيش ومواطنين، وفتحت ألمعسكرات، وتدفق الشباب نحو ساحات التدريب ملبين النداء، (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، وتصدى التجار ورجال المال فدفعوا لجلب السلاح والمركبات فكان نتيجة هذا التضامن هذا الإنتصار السحيق ودحر العدو من مآوي الجزيرة، وقد كان لثبات الوالي وبقائه وسط مواطنيه ومتابعته كل خطى التحرير عامل مؤثر في صمود المناقل، والتي منها إنطلق التحرير بعد إن دلق الطمإنينة في مواطنيه بأنني معكم وبينكم نتكامل لصد العدو فكان لهم ما أرادوا.
وبعد أن تحررت الولاية لم يكن هذا نقطة الختام، بل كانت هي القاعدة التي إنطلقت منها معركة البناء والإعمار والتي أطلقها الوالي، لا سيما وأن الجزيرة وخاصة عاصمتها بدت بعد التحرير كمدينة الأشباح خالية من الإنسان والحيوان وكل من يدب على الأرض، حيث كان الخراب يعم كل شئ، حيث دمرت المنازل، والمؤسسات، ونهبت مقتنيات المواطنين وأجهزة المؤسسات, فضلا عن النخريب الذي طال كل شئ، وتعطلت كل خدمات، الكهرباء والمياه المستشفيات، ولم تضع حكومة الولاية يدها على خدها تنتظر المدد والعون إلا من الله، فجعلت تخطط وتعمل لإعادة الروح والحياة لهذه المؤسسات، فكانت تلك النفرة الكبرى ورغم شح الإمكانيات حيث لم تكن هناك أية موارد، ولكن عزيمة الرجال تجلت هناك، فجعلت الحياة تعود للخدمات في شكل شبه إعجازي، فعادت المياه وتدفقت عبر الأنابيب بعد أن تم تزويد محطات المياه بالطاقة الشمسية، فتدافعت المياه عبر الأنابيب، وتوقفت مظاهر( الكاروات) التي تنقل المياه بالبراميل، وعادت بعدها الكهرباء تسري في الأسلاك بعد أن استجلبت حكومة الولاية مئات البراميل من الزيت، وعم الأمن بعد أن عكفت اللجنة الأمنية التي يقودها الوالي وقادة القوات المسلحة، والشرطة، والمخابرات، والإستخبارات، وكل ما يليهم من قوات فشكلوا قوى مشتركة عمدت على الطواف ومداهمة الأوكار والقبض على المتعاونين والمجرمين، وعمل الكردانات، فأفلحت في بسط الأمن وبث الطمأنينة لتتوافد الوفود عائدة إلى الديار وأهازيج النصر تحفها( الليلة عرسك يالجزيرة) وتدب الحياة في أوصال الولاية وتعود إليها الحيوية وتطبع فيها الحياة.
كل ذلك يتم في زمن  لم يتجاوز الأربعة أشهر،  وخلال ذلك دخلت الولاية في تحديات جمة، فإستقبلت إمتحانات الشهادة السودانية، حتى في وجود المليشيا، وأقامت المعسكرات والتكايا للنازحين، وجعلت تعين المواطنين بالغذاء والضروريات.
إنه عمل شهدت له الوفود التي لم تنقطع على مدار تلك الشهور، تفد مهنئة ومباركة ودهشة لذاك التحول، ولا أحسب أن مساحة ضيقة كهذه يمكن أن تستوعب كل هذا الزخم المتسارع من الإنجاز الذي تحقق، ولو كان هناك قلادة شرف وفخر لقدمت لتلك الحكومة بواليها ووزرائها ومؤسساتها العسكرية من قوات مسلحة، وشرطة، ومخابرات، وإستخبارات، ومقاومة شعبية، ولجنة إسناد، ورجال أعمال، وقبل ذلك لإعلام كان في خندق واحد يقاتل بسلاح الكلمة وينشر ويصحح ويدلق الطمأنينة وسط المواطنين، ويحرض على التدافع لنصرة الوطن،يعمل في صخب دون ضجيج لا ينتظرون جزاءا ولا شكورا، وقبل ذلك الشهداء الذين جادوا بأرواحهم رخيصة فداءا لهذا الوطن ليصطفيهم الله عنده ونحسبهم من الذين ( أحياء عند ربهم يرزقون)، وهناك المقاومة الشعبية والمستنفرين،
إنها حكاية نجاح لتلك الولاية تقدمها بلا من ولا رياء كنموذج ليغتدي بها الآخرون بعد أن سطرها التاريخ في صحائفه.
فكل التقدير لوالي الجزيرة الطاهر ابراهيم الخير، وللوزراء والتنفيذيين، واللجنة الأمنية، اللواءات عوض الكريم ، وعبد الإله، وعماد الدين، وأبو عبيدة، وياسر وكل من يليهم من قادة وقوات، وشكرا المقاومة الشعبية ، ولجنة الإسناد، ورجال الأعمال، والإعلام، وأسر الشهداء، وكل من كان لهم سهم في هذا الإنجاز.
ولنا عودة….

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى