إقتصاد
مشروع الجزيرة … تحديات أمام لجنة الطوارئ الاقتصادية
الخرطوم: سودان بور
يعتبر مشروع الجزيرة صمام أمان اقتصادي مهم،ويعتبر المشروع من أكبر المشاريع الزراعية في العالم ويساهم المشروع في الوقت الحاضر بنحو 65% من إنتاج البلاد من القطن ونسبة كبيرة من إنتاج القمح والذرة والمحاصيل البستانية، يتيح المشروع فرصاً واسعة للاستثمار في الصناعات الزراعية كصناعة الغزل والنسيج ومطاحن الغلال وصناعة الزيوت وتصنيع الأغذية والجلود. وصوب خبراء مختصون في ورشة لاسناد لجنة الطوارئ الاقتصادية عن مكامن الخلل التي تعيق حركة التقدم في المشروع الأكبر بالبلاد، والتي تتمثل في توفير آليات الحصاد ووسائل النقل الداخلي، في الوقت الذي امتدح فيه خبراء الاقتصاد الخطوة المبادرة من الفريق أول محمد حمدان دقلوا بدعم المشروع بعدد 10 سيارات مما يؤكد توفر الإرادة السياسية لحلحلة معوقات مشروع الجزيرة،ويقول المحلل الاقتصادي محمد عجب ان مشروع الجزيرة بإمكانه حل معضلات الأزمة الاقتصادية الراهنة وأشار إلي عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بتنمية العملية الزراعية بالبلاد وتعرض المشروع لعمليات نهب متعمدة أفرزت واقعا ماساويا،ورحب عجب بإنشاء لجنة الطوارئ الاقتصادية برئاسة القائد حميدتي الذي وصفه برجل المهام الصعبة ،وأضاف بأن اللجنة أمامها العديد من الملفات الصعبة حتي تكتمل إعادة هيكلة الاقتصاد وفق منظور طبيعي ، وأولها مشروع الجزيرة الذي يحتاج لبرامج اسعافية لإنقاذ الموسم الشتوي
شَكَاوَى عديدة أطلقها مزارعون بمناطق الإنتاج عن الموسم الشتوي والتي تعكس صورة قاتمة للوضع، حيث أكد عدد من المُزارعين بمشروع الجزيرة، عن وجود مشاكل كبيرة تعترض الموسم الحالي تنذر بفشل كل الموسم الشتوي، على رأسها سماد اليوريا لمحصول القمح بالمشروع، حيث يعاني المزارع بالجزيرة من عدم توفره مما خلق نوعا من الفزع والخوف لديهم من شح المحصول في الرية الثالثة وإلى اليوم، في ظل عدم مقدرة ادارة المشروع من توفير السماد، علماً بأن هذه هي الفترة التي يحتاج فيها المحصول الى السماد، مما يُهدِّد الموسم بالفشل، وتخوّف المزارعون من الدخول في مديونيات ومحاكم مع الإدارات التي استلمت منهم شيكات بغرض التمويل.
وفي سياق متصل، أكد محافظ مشروع الجزيرة د. عمر محمد مرزوق، فشل وزارة المالية في تمويل سماد اليوريا لمحصول القمح بالعروة الشتوية، وقال وفقا لتقارير صحفية إنّ المالية قد ابلغتهم بعدم وجود اموال لتمويل السماد، كاشفاً عن فشل الموسم الزراعي الحالي وفقدان 50% من الإنتاجية، أرجعه لعدم توافر السماد، ولفت إلى أن إنتاجية الفدان في الموسم الماضي وصلت إلى 15 جوالاً للفدان الواحد، وتنبّأ بعدم وصول إنتاجية الفدان الواحد لـ8 جوالات لهذا الموسم، موضحاً أن المساحة المزروعة هذا العام 350 ألف فدان، مشدداً على أهمية الاهتمام بالقطاع الزراعي وتوفير التمويل اللازم، مشيراً الى تدهور النظام وانهيار الري والقنوات، موضحاً بأن المشروع كان يُدار بتحويل كامل من حكومة السودان ويعتمد على “الري، الإدارة الزراعية والمزارعين”، مشدداً على أهمية تطوير السياسات القائمة على التمويل الزراعي وتأهيل البنية التحتية لنجاح المواسم القادمة وتجاوُز التحديات الحالية.