تحقيقات وحوارات

البروفسور أحمد صباح الخير: رشحني الثوار لرئاسة مجلس الوزراء ولم أتلق دعم مادي من أي جهة / حوار

“سودان بور” تستنطق المرشح لرئاسة مجلس الوزراء البروفسور أحمد صباح الخير:
رشحني الثوار ولم أتلق دعم مادي من أي جهة داخلية أو خارجية

أستطيع تقديم الكثير للشعب السوداني من واقع معرفتي باحتياجاته

التجاذبات بين العسكريين والمدنيين صراعات مصنوعة لهذه الأسباب

حوار: أحمد حسين

“من بين فرث ودم”، سيخرج على السودانيين الداعي قريباً ليعلن لهم تشكيل حكومة جديدة تلقى على عاتقها إكمال ماتبقى من الفترة الإنتقالية والعبور بالبلاد الى مرافئ آمنة تمهيداً لإنتخابات مقبلة يختار فيها الشعب من يمثله حاكماً للبلاد لدورة إنتخابية مقبلة.

وفي محاولة منا بالخروج من الإحباط الذي ظل لصيق بشعب السوداني منذ أن بزغت شمس الثورة ببلاد السودان من إختلاف وخلاف بين مكونات شعبية كثيرة، إزاحت في الآخر رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك، من سدة الحكم المدني، نحاول أن نستشعر الأمل تاركين الإحباط وراءنا ونقرأ في دفتر أحد الذين برز اسمهم في الإعلام مرشحاً لرئاسة الوزراء، الا وهو البروفسور أحمد صباح الخير رزق الله، في هذه المساحة طرحنا عليه عدة أسئلة ربما كان أصعبها كيف يمكنه إن تم إختياره رئيساً للوزراء تشكيل الحكومة الجديدة في السودان، وكيف يمكنه أن يدير بلد كالسودان بمختلف متناقضاته وإختلافاته، وفي بالنا الصراع المحموم الذي اشتعل بين السودانيين في أعقاب الفترة الماضية، ثم أسئلة اخرى منها على سبيل المثال هل سيقوم بتطبيق سياسة خلفه الدكتور حمدوك، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والإنفتاح على العالم بتطبيق نظام البنك الدولي أم أن له رأينا آخر في هذه السياسة، أدناه نطالع ماخرجنا به من حصيلة فلكم حق المطالعة.

البطاقة التعريفية

أحمد صباح الخير رزق الله سعيد، مواليد تندلتي ولاية النيل الأبيض، وتندلتي فاصلة بين ولايتي النيل الأبيض وشمال كردفان، جئت من مجتمع رعوي وزراعي، وتندلتي منطقة بها كل أعراق السودان بإعتبار أنها منطقة تجارية لذلك أهل تندلتي يمثلون السودان المصغر مما ولد عندنا محبة كل أهل السودان دون النظرة لقبلية أو إثنية أو جهوية.

أحمل درجة الدكتوراه في الدراسات الإفريقية والآسيوية ودكتواة أخرى في التخطيط الإستراتيجي وقبلها ماجستير في دراسا الكوارث واللاجئين وهذا كان هو المدخل للعمل في المنظمات الطوعية حيث عملت في منظمة خيرية كويتية اسمها “لجنة مسلمي إفريقيا الكويتية” والتي تحولت فيها بعد الى جمعية العون المباشر، مكنني العمل في هذه الجمعية من النزول الى العب السوداني والشعب الإفريقي من خلال الخدمات وتلمس مشاكل الناس ومعرفة إحتياجاتهم، فعملت في معسرات النازحين في دارفور وجنوب كردفان ومعسكرات اللاجئين في شرق السودان والنيجر وعدد من الدول الإفريقية، كما مكنتني من التدخل في الكوارث التي تحصل في السودان خاصة كوارث الفيضانات والسيول وغيرها في كل من شرق السوادن وشماله ووسطه وجنوبه.

ثم دخلت البرلمان السوداني دورة 2015 /2020 نائباً مستقلاً عن الدائرة 12 تندلتي حيث أصبحت فى البرلمان رئيساً لدائرة الإيقاد للبرلمان السوداني وهذا الأمر عرفني كثيراً عما يعاني منه المواطن السوداني ومشاكل الدائرة وقد كنت ولله الحمد مدافعاً عن حقوق الشعب السوداني ومتلمساً لقضاياه.

من أين جاءت فكرة ترشيحك لرئاسة مجلس الوزراء؟

بعد استقالة حمدوك رئيس مجلس الوزراء إجتمع بعض الشباب الثوار لوضع مواصفات رئيس الوزراء القادم من حيث الإستقلالية والتعليم والإنحياز للمواطن، ووضعوا عدة أسماء مرشحة لهذا الموقع، فإتصلوا علي باعتباري أحد المرشحين وفي ذلك الوقت كنت أعمل في الجامعة كرئيس لقسم الدراسات الإفريقية والآسيوية فطلبت مقابلتهم ومعرفة نواياهم فأوضحت لهم أنني لا أمانع في خدمة الوطن والعمل من أجل الشعب ومن ثم تمت الإتصالات وعقد الشباب عدة مؤتمرات صحافية للتبشير بالترشيح وإلتف الثوار والفعاليات السياسية والإدارات الأهلية والطرق الصوفية حول الترشيح مما جعلني أمام الأمر الواقع فوافقت على الترشيح.

بعدها عقدت عدة لقاءات مع الشباب الثوار وأوضحت لهم موافقتي مع عدم تزحزحي عن الثوابت الوطنة والقيم السودانية والمحافظة على النسيج الإجتماعي السوداني.

ثم قمت بزيارات لعدد من القيادات الأهلية وأقصد هنا النظار والعمد والشراتي وكذلك رجال السجادات والطرق الصوفية والفعاليات السياسية وحركات الكفاح المسلح وبعض المثقفين واساتذة الجامعات والمفكرين والوطنيين الذين أبدوا ارتياحهم لهذا الترشيح ودعمهم الكامل له. وبعد هذه اللقاءات انهالت التأييدات والمباركات لهذا الترشيح وإنعقدت عدة مؤتمرات صحافية أكدت ترشيح أحمد صباح الخير لرئاسة مجلس الوزراء.

يقال أن هنالك جهة تدعم ترشيك ودفعت بك لمصالح خاصة ؟

يظن البعض بعد أن رأوا الموافقات والتأييدات أن وراء هذا المرشح جهات تدعمه وتسعى لتلميعه لكن في الحقيقة رشحني الثوار ولم أتلق دعم مادي من أي جهة داخل أو خارج السودان، وحتى هذه المؤتمرات كانت تقام بالمساهمات الشخصية من الثوار، وحتى الآن ليس لي علاقة بأي جهة خارجية أو سفارة أو حزب سياسي داخلي او خارجي، وانا فخور بذلك، وأنا مرشح الغبش.

هل أنت المرشح الوحيد لهذا المنصب؟

بالتأكيد هنالك عدد من المرشحين لهذا المنصب ، ولكن لكل كسبه وثقتي في نفسي أنني أستطيع تقديم الكثير للشعب السوداني فيما تبقى من الفترة الإنتقالية من واقع معرفتي باحتياجات الشعب السوداني ومشاكله.

في ظل التعقيدات السياسية والإقتصادية والإحباط العام الذي يلف الشعب السوداني ما هي الكيفية التي يمكن أن تديورا بها البلاد؟

كما ذكرت فأنا أعول على الشعب السوداني ويقيني أن الحلول موجودة وقد جئت لهذا الترشيح وانا احمل برنامجاً شاملاً لحلحلة قضايا السودان والتي على رأسها مشكلة معاش الناس وهي واحدة من مسببات الثورة فقد وضعت بمساندة الخبراء والعلماء برنامجاً للخروج من هذا المأزق وهو برنامج إسعافي لمعالجة قضايا المأكل والمشرب والعلاج والصحة والتعليم، وكذلك وضعت برنامجاً لمعالجة المشكل الإقتصادي بإعتبار أن السودان يملك من المقومات ما يجعله دولة عظمى ولكن بسبب المماحكات السياسية والخلافات الحزبية والفساد الإداري والحرب تحول الى دولة متلقية للإعانات وهذا لا يليق بالسودان ولا الشعب السوداني.


في ظل تجربة رئيس الوزراء السابق هل ستتبع ذات النهج في إدارة الدولة مثل الانفتاح العالمي ؟

أنا لا أبدأ من الصفر ولكن أبدأ من حيث إنتهى الآخرين، سياسة الاخ حمدوك كان اغلب عليها الأجندة الخارجية والسياسات الحزبية والإنفتاح على العالم الخارجي ولكن ليس هذا هو الطريق الأمثل لإدارة البلاد، وأنا على قناعة كبيرة بأن السودان يجب الا يعيش كجزيرة معزولة ولا بد أن يندمج مع المنظومة الدولية ولكن يجب أن يكون ذلك بعيداً عن الإملاءات الخارجية وأن تكون مصلحة السودان هي العليا بعيداً عن سياسة المحاور والمصالح الحزبية، لذلك أقول بأنني أملك برنامجاً وطنياً سودانياً لإكمال الفترة الإنتقالية هدفه الأول والآخير هو المحافظة على وحدة السودان وتغليب المصلحة الوطنية مع المحافظة على علاقات جيدة مع دول العالم .

ماذا تقول في الجديل الذي يملأ الساحة فيما يتعلق بالسياسيين والعسكريين؟

نعم في الفترة السابقة حدث الكثير من التجاذبات بين العسكريين والمدنيين وفي تقديري هي صراعات مصنوعة فالمدنيون هم من صنعوا الثورة وإكتملت بانحياز القوات المسلحة وقد اعجب العالم كله بهذا التناغم بين العسكريين والمدنيين ولكن للأسف دخل التخوين وانعدام الثقة مما اجج الصراعات وقاد الى ما حدث في الفترة السابقة، عموماً واحدة من أهدافي في الفتة المقبلة أن يحدث التناغم بين المكونين العسكري والمدني حتى نعبر بهذه الفترة الحرجة فلابد للمدنيين أن يحكموا لوحده ولا العسكريين أن يحكموا لوحده الحل هو الحوار والتوافق وقيام كل طرف بدوره.

المعوقات التي يمكن أن تواجه رئيس مجلس الوزراء؟

في تقديري أن أكبر المعوقات هي المشكلة الإقتصادية فى السودا وهذه لا يمكن تجاوزها إلا بالإنتاج والإنتاجية والسودان يذخر بكثير من الموارد الإقتصادية في ظاهر الأرض وباطنها والسودان بلد زراعي يملك 200 مليون فدان صالحة للزراعة، بتحريك عجلة الإنتاج يمكن الخروج من المأزق الإقتصادي لكن يهمني في هذه المرحلة بالذات موضوع معاش الناس، وقد وضعنا لذك خطة متكاملة يمكن أن تحل هذه الإشكالية. كذلك موضوع السلام وهنا أشير الى ضرورة الإلتزام بتنفيذ الإتفاقيات وخاصة موضوع الترتيبات الأمنية والوصول الى السلام الدائم بالتواصل مع الحركات غير الموقعة للسلام حتى يكتمل السلام في السودان وضرورة إيقاف الصراعات القبلية التى تفتت النسيج الاجتماعى.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق