سياسة
خطاب حميدتي.. اتساق المبادئ والانحياز للثورة!
الخرطوم: سودان بور
علق مبارك الفاضل علي بيان حميدتي من بين كثيرين من القيادات السياسية التي علقت ايجابيا علي البيان حيث قال: البيان يتسق تماما مع الدور الكبير الذي قام به الدعم السريع في اسقاط نظام الانقاذ والانحياز لثورة الشعب! وهو قول لاول وهلة ربما ربما رفضه البعض نتيجة للشحن السلبي المتواصل ضمن التشويه المتعمد والمقصود والممنهج لقوات الدعم السريع! ولكن بقليل من التأمل نستطيع ادراك تقييمه الحقيقي في هذه الكلمات كمراقب وقيادي بالساحة السياسية خبر العمل العام وعركه وله فيه صولات وجولات اثارت حدلا كبيرا بين المواطنين!
وعلي خلاف ما اشاعه بعض المغرضين ان خطاب حميدتي لا يحمل جديدا وانما قاله تحت ضغط الواقع الذي استغرب صمته الطويل في التعليق علي الاحداث وما اشيع من هروبه الي دارفور بزعمهم للابتعاد والنأي بنفسه عن مشاكل وقضايا البلاد نتيجة لما شاع من خلاف غير موجود فيما بينه والبرهان! حتي جاء الخطاب مؤكدا علي الاتفاق التام بينهما في المصادقة والنشاورة معا علي قرارات الرابع من يوليو فاخرس ألسُناً كثيرة كانت تقتات من اشاعة الخلاف!
يرى كثير من المراقبين ان الخطاب لم يكن سوى اتساقا مع توجهات النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو التي لم تتغير منذ انحيازه لثورة الشعب وحماية البلاد طوال فترة الهشاشة والسيولة الامنية مابعد سقوط الانقاذ وحماية المرافق العامة والاستراتيحية بالبلاد؛ تماما كما عكسته وقائع تاريخ الحراك الثوري التي تقول، لولا انحياز الدعم السريع لما نجحت الثورة او سقطت الانقاذ التي كانت تعتبر الدعم السريع عصا تهش بها الثوار! فكانت لهم لاعليهم وبها انتصرو لا بغيرها منذ اعلان احيازها في خطاب 25 ديسمبر الشهير بطيبة الحسناب حيث ظلت تقدم الثورة تتقدم في تواصل مستمر حتي سقوط الانقاذ المدوي بفضل ذلك الانحياز الذي ترجمته عبقرية الشعب في شعاراتها العفوية ضمن امتنانها لصنيع قوات الدعم السريع وقيادتها؛ من شاكلة “حميدتي الضكران الخوف الكيزان” وغيرها من الشعارات واللافتات التي جعلته صديقا وحامياً للثورة!
يرى كثير من الخبراء انه لايحب اغفال ان “حميدتي” يعتبر صاحب مصلحة حقيقية في الثورة وقد قاتل الانقاذ كحركة مسلحة منذ وقت باكر! ثم صالح وفق شروط ومازال يعمل من الداخل كغيره من الحركات الموقعة علي السلام مع حكومة الانقاذ البائدة؛ لاصلاح وتطوير الدولة السودانية وفق مطلوبات الثورة التي ظلت قائمة حتي تفجر الحراك في ديسمبر المجيدة؛ حيث كان انحيازه ليس غريبا او نشاذاً وانما اتساقا مع مبادئه وافكاره التي قاتل من أجلها منذ ذلك الوقت الباكر!
وينبه الخبراء لمراقبة كل خطوات النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي التي اتخذها بعد الثورة كانت داعماً لتحقيق مطلوباتها بداية بتحقيق بالشي الوحيد الذي تم من كل مطلوبات الثورة وهو سلام جوبا الذي يعتبر اختراقا ايجابيا مهما كانت الانتقادات التي وجهت له! بحيث ظل السلام احد اضلاع مثلث الشعار الايقونة للثورة “حرية سلام وعدالة” فكان سعيه الدؤوب للوصول الي سلام دائم مع حركات الكفاح المسلح صمن وفد لم ينفرد به وانما كان يمثل حكومة الثورة جمع فيه كل مكوناتها التي سادت مابعد ديسمبر المجيدة؛ وفق ساطة دولية بمراقبة واشراف من مجموعة دول الترويكا التي ظلت وماتزال متمسكة بما تم من اتفاق في منبر جوبا بالاضافة لما وجده من قبول دولي لافت ومحلي من مافةمكونات الحرية والتغيير التي ارتضت تعديل الوثيقة الدستورية وفق ماتوصل له اتفاق جوبا الذي اصبحت بنوده ضمن الوثيقة الدستورية التي قامت علي شرعيتها أجهزة حكم الفترة الانتقالية حتي اليوم!
وما تزال تتواصل مجهودات “دقلو” نحو دعم الاستقرار في مناطق النزاع واطفاء الحرائق في ولايات السودان المختلفة من خلال لجنة السلم والمصالحات القبلية التابعة لقوات الدعم السريع؛ التي رعت كل اتفاقات الصلح في ولايات السودان المختلفة ومايزال يدعوا للاستقرار والعمل علي توسيع دائرة السلام واستكماله بالبلاد! لكل ذلك يري المراقبون انه لم يكن الخطاب غريبا او نشاذا ضمن مسيرة حميدتي في دعم واسناد الثورة والوصول بمسار الانتقال لنهاياته المرجوة، فمايزال هو الرجل الذي تضع كثير من الجماهير عليه الآمال في دعم استقرار البلاد ومعالجة ازمتها السياسية المستفحلة!!