سياسة
آسياسي أفوري يشد أصابع الحكومة من أسمرأ
الخرطوم: سودان بور
حذر الرئيس الإريتري آسياسي أفورقي في وقت سابق من حدوث مواجهة بين الشعب السوداني والجيش، بسبب التدخل الدولي في الشأن السوداني، وقال أفورقي يومئذ أن موقف بلاده من الأوضاع في السودان ينطلق من كونها قضية داخلية تعني شعب السودان بدرجة أساسية، بيد أنه قال مهمة الجيش في المرحلة الانتقالية ايصال السودان إلى بر الأمان ليختار الشعب من يحكمه.
ويعتقد أفورقي ان يسيطر الجيش على الفترة الإنتقالية هو المخرج المنطقي في ظل التهريج السياسي، مؤكداً ان حكم الثلاثين عاماً الماضية هو ما أوصل السودان إلى هذا المستوى المتردي محملاً الجبهة القومية الإسلامية مسؤولية التردي وتفاقم المشكلات في جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور وشرق السودان، مما ساهم في خروج عفوي في ديسمبر 2018 وأسقاط النظام بدون دراسة وبرامج وأحدث فراغاً سياسياً انفجر من خلاله أزمات مناطقية وقبلية لعدم وجود حلول جذرية لها.
ونبه أفورقي الحكومة الحالية من التدخل الخارجي في الشأن السوداني، في ظل التشظي داخل القوى السياسية وحركات التحرر، وتجمع المهنيين والتجمعات النقابية التي فقدت تماسكها سوءاً على سوئها، وبؤساً على بؤسها، الأمر الذي يتطلب من السودانيين الوطنين تحمل المسؤولية والاستفادة من أخطاء الماضية وتحديد الرؤية المستقبلية، بدلاً من تلقى الدروس والمحاضرات من الخارج.
ويتسأل الخبراء عن سر أصرار الرئيس الإريتري آسياسي أفوري في التدخل في الشأن السوداني بدعوة زعماء الإدارة الأهلية وبعض السياسيين من أبناء الشرق للمشاركة في ملتقى لقضايا المصيرية لشرق السودان في أسمرا دون موافقة من الحكومة الحالية،هذه المحاولة بمثابة صب الزيت على النار لتأجيج الصراع القبلي في شرق السودان بدعاوي أمن أسمرأ جزء لا يتجزأ من أمن السودان.
وتأتي الإجابة مع بذوغ الفجر، بأن السودان لم يعط الضوء الأخضر لأسمرا بإدارة ملف شرق السودان في مفاوضات جوبا لسلام السودان، وتجاهل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان الرد على رسائل الرئيسي افورقي الرسمية والشفوية عبر السفير الإريتري في الخرطوم عيسي أحمد عيسي وما تقوم بها أسمرا الأن ما هي إلا محاولة منها لتمرير أجندة الدول التي لها اطماع في السودان لإيجاد موطئ قدماً لها على ساحل البحر الأحمر.
ويؤكد الخبراء ان اسياسي افوري بدعوة بعض السياسيين والإدارة الأهلية لحضور الملتقى للقضايا المصيرية فيما رفض تقديم نفس الدعوة إلى بعض قيادات ابناء شرق السودان في مسار اتفاق جوبا لسلام السودان أراد ان يضع العربة أمام الحصان أولاً حتى لعرقلة حركة العلاقات الدبلوماسية على صفيح ساخن وأستخدام الإدارة الأهلية مخلب قط، لإجهاض إتفاق جوبا لسلام السودان عبر مسار شرق السودان تحت غطاء القضايا المصيرية لشرق السودان، بتسديد ضربات موجعة للحكومة في الخرطوم في شرق السودان، وتطبيق سياسة شد الأطراف وحمل الحكومة الحالية الرضوخ للضغوطات في ظل الصراع القبلي المحلي بدلاً من التوغل العسكري الخارجي للصدام مع القوات العسكرية المترابطة في الشريط الحدود بين البلدين .
وبالمقابل تتدخل إريتريا واستضافة سلسلة من الأجتماعات الأمنية رفيعة المستوى بين مسؤوليين سودانيين والحركات التي لم تقع على اتفاق جوبا لسلام السودان في أسمرا من خلال المؤتمر التحضيري للقضايا المصيرية لشرق السودان ودفع الحكومة الإنتقالية الحالية تقديم تنازلات لطئ بعض الملفات الاقتصادية والعسكرية في ساحل البحر الأحمر وشد المركز من الأطراف بأفتعال الأزمات في إقليم دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان بالصراع القبلي والنزوح من المناطق المتحررة إلى مدن الولايات .
ويتسأل الخبراء السياسيون لماذا تفعل أسمرا كل هذه السيناريوهات بالرغم من أنها حريصة على تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين ؟ لكن المراقبين على المشهد السوداني يروا ان أسمرا تريد ان تكون شريك في حلحلة ملف شرق السودان بالمتاجرة بورقة أمن البحرالأحمر ومكافحة الإرهاب في القرن الإفريقي في ظل الصراع الروسي الأمريكي في المنطقة.
ويعتقد الباحثون الأقليميون ان واقع الحال في السودان يتطلب من الحكومة الإريترية دعم الحكومة السودانية الانتقالية لاستكمال الحوار السوداني – السوداني لحلحة مشكلة الشرق داخل البيت السوداني وليست في منصات خارجية حتى لا يتم تدويل القضية وانتهاك السيادة السودانية بدعم المعارضة للحكومة من شرق السودان لبيع البلاد بثمن بخس.