سياسة
القوى السياسية ..النقد والنقد المضاد
الخرطوم: سودان بور
يرى كثير من المراقبين للشأن السياسي الداخلي ان السؤال الابرز الذي يطرح نفسه الآن أمام ماتعيشه البلاد من اوضاع؛ وبعد تشديد القوات المسلحة ممثلة في رئيس مجلس السيادة الانتقالي ونائبه الاول “البرهان وحميدتي” علي خروج الجيش وعدم وقوفه مع اي جانب في الساحة السياسية! الي أين تتجه القوى السياسية الآن؛ بعد خروج المكون العسكري من اللعبة السياسية تماماً!
وبحسب كثيرين انها ماتزال تمارس كالعادة سلبيتها تجاه الاحداث! فهي اما اتجهت الي مبادرة ليس من صنعها دون اي مقترحات خاصة! او وقفت ضد مبادرة أيضاً ليس من صنعها ودون أي مقترحات او رؤى خاصة بها! حيث اثبتت القوى السياسية في نظرهم؛ عجزها في انتاج اي مقترحات عملية للخروج من ازمة البلاد! ولم يسمع منهم الشعب المغلوب علي امره طوال هذه الفترة الممتدة منذ ايام مابعد الثورة وحتي اليوم؛ سوى انتقاد بعضهم البعض! وصراع غشوم علي كراسي السلطة! ومع كل ذلك لا نستطيع معرفة اجابة التساؤلات الحيرى حول؛ هل اصبح الوفاق السياسي في متناول اليد؟ ام ما يزال بعيداً
رغم الفرح الظاهري بكثرة الاجسام التي التقت في مبادرة اهل السودان حوالي 144 تيارا سياسيا و40 مبادرة؛ اضافة الي عدد من منظمات المجتمع المدني وحضور كثيف لممثلي المجتمع الدولي بما يؤكد اصطفافا كبيرا حول المبادرة الا انها في نظر البعض لا تمثل سوى الثورة المضادة وحسب! مع ان ذلك في حد ذاته امر جيد ومطلوب وهو توحد الجانب الاخر في جبهة عريضة لمناجزة الفعل السياسي مهما كان الرأى فيهم الا انهم فيما يبدو قد حزموا امرهم للتوحد واستباق الاخرين في الضفة الأخرى ممن لم يتوحدو بعد ولو للرد علي هذا الهجوم المباغت سياسيا! ويبقى الامل معقودا علي ما رشح من تفاهمات مستمرة مابين المكون العسكري والحرية والتغيير المجلس المركزي وانه تم الاتفاف حول اكثر من 80٪ وان التفاوض مبشر لمزيد من الاتفاق! وان ذلك لو تم سوف يعدل من موازين القوى السياسية في جبهة اخرى مقابلة يمكنهما معا من التفاوض بعد ان اعلن الجيش انسحابه الرسمي وعدم انحيازه لجهة من الجهات! بحيث يرى البعض ان ذلك افضل للعمل السياسي ان تتشكل جبهتان للاصطراع سياسيا وسلميا في العمل السياسي الداخلي لاخراج “طبخة” تسووية خاصة مع تاكيدات رئيس مجلس السيادة ونائبه علي جدية انسحاب الجيش من العملية السياسية مع وعد علي لسان نائب رئيس المجلس الانتقالي المؤقت بالعمل علي المساندة والمساعدة في تيسير الحوار بين المدنيين!
لهذا يظل التساؤل المركزي هنا في هذه اللحظة؛ هل تمثل مبادرة الشيخ الطيب الجد الحجر الذي يعمل علي تحريك بحيرة السياسة الساكنة؟ ام مايزال الطريق نحو التوافق السياسي بعيدا؟ كما علمتنا الايام دوما حيث لا ننتظر من القوى السياسية سوى المراوغة السياسية وكثرة الكلام! او كما يقول السودانيون بدارجيتهم الفصيحة(طق حنك ساااي! وياها فلاحتهم!؟)