رأي
عرفة صالح يكتب : السيول والأمطار… مراجعات للنفس
السيول والأمطار التى ضربت العديد من مدن السودان وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وأدت لتشريد الآلاف من الأسر من مساكنهم، وسببت أذى نفسي ومعنوي كبيرين لدى الشعب كافة، وسيطرت الحيرة على كل فرد من افراد في الوطن وعلى الجهات الحكومية، فالذي حدث أكبر من إمكانات البشر والحكومة نفسها .
ان الذي حدث الآن من دمار بسبب السيول والأمطار امتحان كبير من رب العاملين وانه مؤشر لمراجعة ما في النفوس ومايمكن أن نفعله حال وقوع الابتلاءات من جديد في اي زمان ومكان، لذلك علينا ان نتبصر جيدا في الذي حدث ولا نتعامل معه أنه حدث عابر أو أن خطأ ما حدث من الجهات المسؤولة أو تقصير ينبغي ان يحاسب عليه من لم يقم بواجبه في اطار مسؤوليته فالأمر أكبر من ذلك.
وحقيقة الذي يحدث في السودان الآن من مصائب متكررة على مدار العام على جميع المستويات العبادية والسياسية والاجتماعية والامنية والحياة المعيشة وخطاب الكراهية وفتن وتخوين وشتم وسب وإساءات وتدني في الأخلاق وفوضى خلاقة وانفلات سلوكي يحتم عينا الوقوف مع انفسنا مراراً وتكراراً، ماذا نحن فاعلون مع الذي يدور؟، واين نحن من رب العاملين؟ ،وهل نحن عابدون لله عز وجل بحق وحقيقة كا أمرنا ، أم نحن غافلون من عبادته واتباع منهاج رسولنا المصطفى صل الله عليه وسلم، علينا ان نقف قليلا مع النفس ونراجع حياتنا ،هل نحن حقا نسير في الطريق الصحيح ام هناك امر ما يلخبط في حياتنا ويصرفنا عن اداء دورنا الصحيح والسليم والعمل الصالح الذي خلقنا من اجله ولايغضب الله عز وجل .
وفي خضم هذه الأحداث والمصائب والكوارث الطبيعية اوالكوارث التى هى بصنع البشر من الواجب ان نتذكر ونتدبر في تاريخ الشعوب والأمم التى مضت سواء كانت الأمم التى اتبعت الطريق الصحيح طرق الحق والخلاص أو الأمم التى كابرت وعافرت وغفلت من عبادة الله وظنت انها هى التى خلقت هذا الكون فاصابها ضنك العيش والخسران المبين، فالتجارب التاريخية المتعددة فيها الدورس والعبر، ولكن نظن وان بعض الظن اثم ان الشعب السوداني لايعتبر ولايتعظ ولايستفيد من الماضى والتجارب كأنما يتلبسه الشيطان الرجيم، وإلا لماذا نحن نسير الى الوراء في كل مناحي الحياة بسرعة البرق رغم اننا ندعى نحن الشعب المعلم والذي ليس له مثيل في العالم .
نحن الشعب السوداني في محنة وكارثة تتطلب تضافر الجهود والتدافع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلاً من التلاوم والبحث عن الشماعة التى نلصق بها ما حدث من دمار، فالذي حدث مقدر أمر رباني لابد أن يكون، علينا ان نتعامل معه بهذه الكفية ففي الوقت الذي تغمر فيه المياه الآلاف من الأفدنة في السودان تشهد أوروبا موجة جفاف لم تشهدها من قبل فهذا يسترعي الإنتباه والتفكر مليئا في مايجري من أحداث كونية .
إن السيول والأمطار التى سببت خسائر فادحة لاهلنا في المناقل والنيل الابيض ونهر النيل وكسلا وغيرها من المدن ينبغي ان تكون بداية للتصالح والتوافق والرضا بين مكونات الشعب السوداني وبداية مرحلة جديدة على كل الأصعدة يكون ضابعها التسامح والتراضي والعيش سويا والإتفاق على حد أقصى لتسير الحياة بصورة نظيفة وسليمة ترضى الله سبحانه تعالى، وعندما جاء البلاء لم يفرق بين هذا وذاك في ظل الحالة التى نعيشها الان من تغرقة وتمزق وشتات سياسي واجتماعي وقبلى في الوقت الذي ينبغي ان نكون فيه متحدين ويدا واحدة لبناء السودان الواحد الموحد .
نسال الله ان يخفف المصيبة التى المت باهلنا في الولايات المنكوبة وان تعدي على خير وان تكون هذه المحنة قوة دفع للشعب السوداني في العمل الانساني والتراحم والتكاتف في ما بيننا ، وان لا تكون خصما على ترابطنا الاجتماعي الذي بدا يتفقت الآن بسبب الاستقطاب في ظل “ان لم توافقني فانت ضدي”.