رأي
عرفة صالح يكتب: تفكيك الجيش والصدام مع الدعم السريع غير وارد
يبدو ان الحالمين بهيكلة او بتفكيك الجيش او بخلق أزمة بين قياداته اتخذوا خطوات أخرى للنيل من القوات المسلحة والوصول لمبتغاهم بفكرة سئية، فما الحديث عن صدام محتمل بين البرهان رئيس مجلس السيادة ونائبه محمد حمدان دقلو، ببعيد ،فهذا قول يصب في اتجاه الفتنة والوقيعة بين الجيش والدعم السريع، الامر الذي يخدم أجندة معلومة ومعروفة للجميع تسعى بكل الطرق المشروعة وغير مشروعة ان تصل لهدفها وهو تفكيك القوات المسلحة السودانية مهما كانت النتائج ،مرتع خصب للأعداء، ومن ثم تصبح البلد في السهلة.
ان هذا السودان المغلوب على أمره، و بعد مرور ثلاث سنوات كارثية في المجالات لم يتبق له الا القوات المسلحة كمؤسسة وطنية تدافع عن الوطن وترابه الغالي وتحافظ على وحدة شعبه ،ولكن هناك فئة عجزت عن تقديم شىء واحد مفيد للوطن والمواطن تركت دورها الرئيس في الحياة وبات همها الاول الاخير الحديث عن الجيش والدعم السريع وخلافات بينهما حتى يتسنى لهم المناخ و تسليم البلاد للمستعمرين الجدد بما فيهما بعض الدول العربية على طبق من ذهب .
إن الحديث عن صدام محتمل بين البرهان وحميدتي حديث غير موفق وغير جدير بالاحترام من رجل تدرج في الجيش الى ان وصل للرتبة اللواء، وقطعا هذا مرحلة رفيعة تمكن الفرد الذي وصل هذه الرتبة اكثر دراية ومعرفة وخبرة خاصة عندما يكون الامر يخص المؤسسة العسكرية وهي مؤسسة مشهود لها في المحافل بالقوة والتماسك ورباط الجأش عندما يحتدم الوغى في ميدان المعركة فعلا انه زمن المفارقات والذل والهوان في بلد فقد كل شئء حتى الاحترام بين الناس وهم يعيشون في محيط واحد يتبادلون مصالح ومنافع الحياة بصور مختلفة .
ان الذي يسعى لتفكيك الجيش أو التشكيك في قدراته او قوميته او وطنيته او الصدام بين البرهان والدعم السريع عليه ان يراجع نفسه مرات ومرات، فان وقع الصدام فان النتائج ستكون كارثية وغير محتملة ولم تخطر بخيال بشر، فاول الكارثة لن يكون بلد اسمه السودان ولم يجد من ان يريدون تفكيك الجيش دولة ولابشر يحكمونه بالطريقة تلبي رغابتهم، ولا حتى حياة مستقرة ان بقي في السودان امل ودونكم من فرط في جيشه بدعاوي الهيكلة والتفكيك والتشكيك في قوميته الآن هذه الدول التى خضعت لهذه الدعاوي في حالة حرب مستمرة وتوهان ودوران في الاشئ، اذن لماذا نسمح لأنفسنا ان يكون وطنا في حالة العدم ،فشخص مثل برمة عركته التجارب وهو يدافع عن الوطن عبرالمؤسسة العسكرية كان الأولي به ان يقول مايجنب البلاد الصدام المسلح وهو الشخص الذي يدرك تماما خطورة الصدام – ان حدث – ويدرك نتائجة المدمرة للوطن.
اذن على جميع أبناء الوطن الحادبين على وحدته وخائفين من تفكك وتمزق البلاد ان يعوا الدرس حينما يتحدثون عن القوات المسلحة بعيدا عن المزايدات فأي بلد انهاروتفكك جيشها انهارت الدولة تباعا واصبحت اجزاء متباعدة في الرؤي والاهداف .
وقطعا وباذن الله ان البرهان وحميدتي لن يدخلا في صدام لمعرفتهم بنتائج الصدام المسلح بين جهتين عسكرتين خبراء المعارك الميدانية ،فعلى البرهان وحميدتي ان يدركا جيدا منذ فترة هناك من يريد الايقاع بهما لتخلو الساحة له ،وهناك من له غرض في تغيير الجيش وتكوينه من جديد لممارسة نشاطه بالطريقة التى ترضيه وترضى تطلعات من يدفعونه من الخفاء.
ان احترام القوات المسلحة هو احترام للوطن ولسيادته ، فأمريكا الذي تتبعونها وتراهنون عليها في الصغيرة والكبيرة لم تسيطر على دول العالم بالديمقراطية ولا بالمدنية ولا بتطبيق حقوق الانسان في تلك البلدان، وانما بقوة جيشها وما يملكه من عتاد .