رأي

عمر محمد على ترتوري يكتب: البرتقال 20 ب ألف يا مواطن

ما أراه هذه الأيام فى الأسواق ليست وفرة ولا رخاء ولا خير كثير ، بل بؤس ، أى والله بؤس لأن الأسعار مرتفعة والدخل قليل ، والحال مائل و الحال يغنى عن السؤال ، أن يركد الاقتصاد وترتفع نيران التضخم ويزداد عدد العاطلين مع ارتفاع الأسعار فهذه مشكلة كبيرة بل كارثة يصعب حلها .
أحد تجار القطاعى دائما أشترى منه ما يلزمنى من أغراض بالأمس وجدته جالس على كرسى أمام متجره في ذهول ، شارد الفكر والزهن ، فسألته تفكر وين يا زول خليها الله فقاطعنى ب كيف ما أفكر ودكانى مليان ومنظم والأرفف مليانه بضاعه ، ومافى زبائن ( حايم فيه الفأر ينطط من رف لى رف )
قالها وبنفس الإسلوب وهو زعلان وهو أصلا لا يعرف المزح ، ومعه حق الرجل قبل سنة او يزيد كان التزاحم على الشراء يجعله غير قادر حتى على فرك أصابعه، وحتى السلام لا يرده من كثرة الزبائن ، بينما انا أحادثه سمعت وبصوت عالى اصوات باعه على بكاسيهم البرتقال .. البرتقال 20 بألف !!
فقال لى : اها نحن فى جنس ده حتى جارى الفكهانى قفل محله وسافر بجرب حظه فى الدهب .
غلاء فاحش ركود فى حركة البيع والشراء بقالات ، جزارات ، خضار ، فواكه فهذه لعنه والله وليست وفره والوضع لو إستمر بهذا السوء سيودي الى انهيار الاقتصاد ، لأن حكومة البرهان غائبه تماماً عن المشهد فإذا لم تأتى حكومة رشيده وتضع إستراتيجيات اقتصادية طويلة وقصيرة المدى ، فضلاً عن عودة الأسعار بتحديدالتسعيرة للمنتج فعلى الدنيا السلام ، لأن عدم وضع التسعيرة دفع الموردين والتجار لتحديد أسعارهم لوحدهم ومضاعفة الأسعار على المواطن ، وكل يوم تجد سعر جديد وكل هذا بسبب السماسرة لأن المنتج لم يصل مباشرة للمستهلك وهكذا الساقيه طاحونه الانين ،،طول الليالى هي مدوره .
عموماً كل الأسواق باتت حزينة وكأنها تبحث عن زبائنها الذين ضاعوا منها بسبب الغلاء الفاحش لذلك واصلت ركوضها لأن موجة الغلاء ضربت معظم السلع ، مما أدى إلى قلة القوة الشرائية وإحجام المواطنين عن الشراء ، والأسوأ وأمر أن الركود لم يقتصر على الأسواق فقط بل طال عددا من القطاعات الخدمية .
إتصلت قبل قليل على قريبى الخبير الإقتصادى أحمد الطاهر محى الدين و سألته عن رايه فقال لى هذا الركود ناتج من التضخم ، وهذه الحالة تؤدي إلى رفع معدلات الفقر ، لجهة أن الاسعار بالاسواق في حالة زيادة يومية، وفي المقابل لاتوجد اي قوة شرائية من قبل المواطنين لجهة ان أوضاعهم الاقتصادية باتت صعبة جداً ، واردف قائلاً للأسف الاقتصاد الآن في حالة انهيار وخرج عن المألوف ، لأن القوة الشرائية ضعفت ، و مستوى المعيشة للمواطن متدنى جداً ،فشكرته واستودعته الله وليس لى ما اكتبه بعد حديث الخبير الإقتصادى أحمد الطاهر ، فقط فالندعوا جميعاً ونتضرع لله سبحانه وتعالى بأن يجعل السودان آمناً مطمئناً ، اللهم ابعد عن السودان المنافقين والفاسدين وأجعل كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميرهم ، اللهم احفظ السودان وأهله واحقن دمائهم، اللهم احفظ شعباً حراً عفيفاً مسلماً يا رب العالمين ( آمين )

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق