أخبار
الميرغني يحذر من الإنتحار السياسي
الخرطوم: سودان بور
أكد رئيس القطاع السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل، إبراهيم الميرغني، أن الأوضاع الحرجة التي يعيشها السودان لن تحتمل الإنتظار، داعياً إلى الإسراع في إستكمال العملية السياسية، بترك الأجندة الضيقة لصالح الأهداف الوطنية، والعمل لإنقاذ البلاد من الإنهيار. وقال الميرغني، في تصريحات لصحيفة البيان، إن الفرصة متاحة لكل المكونات المتوافق عليها للإلتحاق بالعملية السياسية، التي تمضي في تقدم مستمر، وتجد القبول محلياً وإقليمياً ودولياً. ولفت إلى أن محاولة خلق عمليات سياسية موازية، أو الإنعزال عنها، تمثل نوعاً من الإنتحار السياسي.
وكان إعلام مجلس السيادة، قد أعلن في تعميم صحفي عن إتفاق الأطراف العسكرية والمدنية في البلاد على الصيغة النهائية للإعلان السياسي، توطئة للتوقيع عليه بالسرعة المطلوبة. وقال البيان: (عقدت سلسلة من الإجتماعات طوال الأيام الماضية برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وبحضور نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو. وضمت هذه الإجتماعات الأطراف الموقعة على الإتفاق الإطاري، والأطراف غير الموقعة عليه. وبعد نقاش مستفيض تم الإتفاق على الصيغة النهائية للإعلان السياسي، وسوف يجري الترتيب لإجراءات التوقيع عليه بالسرعة المطلوبة).
وتطابقت رؤية إبراهيم الميرغني بشأن الإتفاق الإطاري مع رؤية نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي دعا في لقاءاته الأخيرة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ووفد الإتحاد الأفريقي برئاسة موسى فكي، ورئيس غينيا بيساو عمرو سيسيكو أمبالو إلى دعم الإتفاق الإطاري، بوصفه يمثل مخرجاً للسودان. كما بذل دقلو جهوداً مقدرة في إقناع الممانعين بالإنضمام للإتفاق، حتى أعلنت قوى إعلان الحرية والتغيير توصلها لمقترح إعلان سياسي مع حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، والحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل ويمثله جعفر الميرغني، مما أدى إلى منح الإتفاق الإطاري دفعة هائلة ثبتت أقدامه، وجعلت الأطراف تمضي للأمام.
من جانبه قال الخبير والمحلل السياسي حاج حمد عبد الكريم أن الإتفاق الإطاري والعملية السياسية الجارية حالياً قطعت أشواطاً بعيدة نحو التوافق، وينتظر الجميع النتائج السعيدة التي تكفل للسودانيين المضي قدماً نحو التحول الديمقراطي المنشود عبر الإنتخابات. وأشار حاج حمد إلى أن تحذير إبراهيم الميرغني بعدم خلق أجسام موازية للإطاري، أو الإنعزال عنه يعتبر تحذير في محله، لأن ذلك يمثل بالفعل إنتحاراً سياسياً في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به الإطاري. وحث عبد الكريم السودانيين، والأحزاب والكيانات السياسية إلى دعم الإتفاق، لأنه يمثل المخرج من الأزمة الراهنة.