رأي
صلاح دندراوي يكتب: قادة الحركات المسلحة.. والموقف الرمادي
نعم قد يكون لقادة الحركات المسلحة او قل ( الكفاح المسلح) موقف ورأي تجاه الحرب الدائرة الان في السودان بين قواتنا المسلحة ومليشيا الدعم السريع،
وقد نعذرهم في هذا الموقف إن كانوا خارج تشكيلة الحكومة والجهاز التنفيذي للدولة، بحكم أنهم جاءوا وفق إتفاقيات وظروف خاصة.
ولكن أن يكون هذا موقفهم(المحايد) وهم شركاء في ادارة الدولة فهذا لا يستقيم أبدا، ولا يقبله عقل.
فطالما أنت في تشكيلة الحكومة سو اء في مجلس السيادة أو مجلس الوزراء فإن مسؤلية المنصب تفرض عليك هذه المسؤلية، لأنك أنت – بحكم موقعك – مسؤول عن استقرار هذا البلد وأمان مواطنيه لأنك حاكمهم، ومن مقتضى مسؤوليتك أن تكون في صف الوطن والمواطن وتدافع عنه وتمنع عنه كل ما يسوءه.
فالواجب يقتضي على قادة الحركات المسلحة سواء الهادي او الطاهر حجر او عقار أو مناوي أو جبريل أن ينخرطوا في صف الوطن ويدافعوا عنه ضد ذاك الإنتهاك الذي يتعرض له الوطن ومواطنيه، وتعمل جل جهدها في تأمين الأمن والإستقرار للوطن والمواطن، والحفاظ على مكتسباته، وهم يرون بأم أعينهم كيف تستباح البلاد ويهجر أهلها وتغتصب حرائرها وهم يلوذون بالصمت، ويتمترسون خلف هذه الحيادية التي إبتدعوها..
وإلا فماذا يعني أن يكونوا حاكمون ويتولون شئون الناس ويقفَون هكذا مكتوفي الأيدي يتفرجون على مشهد الأحداث.
وإن كان هذا الموقف المنحاز للوطن والمواطن – والذين هم مسؤولون عنه – غير قادرون عليه فليقفوا بأمانة مع أنفسهم ويلقوا عن كاهلهم هذه المسؤولية والعبء، ويتقدمون بإستقالاتهم من مناصبهم ليتقلدها آخرون يقومون بهذه الأدوار،
فالظرف لا يسمح أن تكون في موقف محايد وأنت تتحمل مسؤولية بلد تتكالب عليه المؤامرات ومواطن يتجرع الذل والهَوان والتغريب عن دياره وأهله..