رأي
صلاح دندراوي يكتب: ما وراء قرار كباشي في المحروقات
ما وراء قرار كباشي في المحروقات
بقلم/صلاح دندراوي
جاء في الأخبار أن الفريق أول شمس الدين الكباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة قد أصدر قرارا ألغى بموجبه قرار وزير الطاقة والنفط الذي قضى بزيادة في أسعار المحروقات.
وعلل الكباشي القرار في أن الوزير لم يعرضه على مجلس السيادة ولا على مجلس الوزراء.
وحقيقة هذا القرار أعجب كثير من المواطنين كونه أولا أثبت هيبة الدولة في أن يتخذ قرار دون إعلام وعلم قيادات الدولة، وكأن الوزير يعمل بمفرده وليس هناك مظلة إدارية فوقه.
وثانيها أن قرار الزيادة يجئ في هذا التوقيت الذي يعيش فيه السَودانيون أجواء حرب إضطرتهم أن يلوذوا بمنازلهم أو يفرون من جحيم الحرب ومشغولين بأمنهم وأمانهم.
وثالثها هذا الظرف الذي يعيشه المواطنون من عدم دخل وضعف موارد وتشتت شمل، وفي الوقت الذي ينتظر فيه المواطنون على الأقل أن تدعمهم الحكومة ليواجهوا تلك الظروف الصعيبة التي يعيشونها تفاجئهم الوزارة بزيادة الأسعار تلك.
إن قرار الكباشي كما أسلفت نزل بردا وسلاما على المواطنين حتى على الذين لا يمتلكون عربات أو يتحركون بالمركبات العامة فهو في نظرهم إنتصار لهم في ظل الوضع الراهن وتأكيد على أن هناك دولة تجري فيها النظم واللوائح.
وحتى قبل الحرب كان المواطنون يعانون من مثل هذا النهج حيث يفاجأ المواطن بزيادات في كثير من الخدمات بدون سابق إنذار أو تبرير أو حتى مراعاة لأي ظرف يعيشه المواطن ولا تجد المواطن المغلوب على أمره إلا أن ينصاع لهذا القرار وهو مكره.
لقد أسكن قرار الكباشي الطمأنينة في نفوس الكثيرين لما له من مفعول نفسي َودافع معنوي في تلك الظروف التي يعيشها المواطن الآن.