رأي

صلاح دندراوي يكتب: الدبلوماسية سلاح السودان في الحرب

الدبلوماسية سلاح السودان في الحرب

صلاح دندراوي

لا يستطيع بلد مهما أوتي له من قدرات ومقدرات أن يعيش بمفرده وينعزل عن غيره من دول، فكل دولة في حاجة لأخريات كما أن لكل إنسان حاجة للآخرين لتبادل المصالح والعون والمساندة وهلما جرا.
لا سيما في زماننا هذا والذي باتت الدبلوماسية هي رأس الرمح لكل دولة، وعبرها تستطيع تلك الدولة أن تنعم بالأمن والسلم وقضاء الحاجات..
والسودان بما حباه الله له من ثروات وإمكانات فهو يقع في مرمى الطمع الدولي خاصة الدول الإستعمارية التي تريد أن تعيش على انقاض الغير، لذا باتت كل دولة تعمل على أن تقوي من مركزها، وأن تكون لها آليات فاعلة تناطح بها هذا العالم الخارجي الذي بات يتكتل وفق مصالحه وضمان حقوقه.
والدبلوماسية السودانية لعبت أدوارا عدة في كافة الحقب فأسفر ذلك أن ينال السودان إستقلاله، وما أدراك ما حقبة المحجوب ومبارك زروق ولأزهري، وحتى في عهد الإنقاذ والسودان كان يشهد ذاك الحصار الجائر، لعبت الدبلوماسية أدوارا مشهودة أثمرت عن كم الإنجازات التي تحققت آنذاك وعلى رأسها البترول السوداني.
وَأبان الحرب المشتعلة حاليا بفعل هذا التآمر الدولي الكبير على السودان فقد لعبت الدبلوماسية أدوارا جليلة وإستطاعت أن تبطل كل المؤامرات التي حاول الأعداء أن يطوقون بها عنق هذا الوطن، فرأينا كيف أنها إستطاعت عبر المنابر المختلفة أن تكشف للناس حقيقة الأوضاع وحجم الإستهداف الكبير الذي يتعرض له السودان، وأن تبطل كل المحاولات التي حاولت أن تجرم الجيش السوداني وتحد من قدراته وهو يجابه تلك الهجمة المنظمة، وكيف أنها فرضت على العالم بأن هذا الأمر شأن داخلي وأنه لا يحق لأي دول أو منظمات مشبوهة أن تفرض رؤاها فيما يجري..وآخرها ما حققته في إستبعاد فولكر عن جلسة مجلس الأمن والحيلولة دون الإدلاء بتقريره أمام المجلس، وهو الذي إتهمته من قبل في إنه على رأس المؤججين لهذه الحرب.
بل حتى جولات نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار المكوكية على كثير من الدول قد آتت أكلها ومكنت من أن تضع تلك الدول على جانب الحياد وتمليكها كل الحقائق فيما يجري الأمر الذي غير مفاهيم الكثير من المجتمع الدولي وجعلته يقف في صف الدولة ويدين كل الممارسات والإنتهاكات التي تتم على يد التمرد.. وبذا تكون الدبلوماسية السودانية قد أسهمت بقدر لا يقل عن جهد الإبطال الذين هم في ساحة القتال، فلكل دور يؤديه وفق مقتضيات وظيفته.

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق