رأي
صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: أحداث ود النورة.. لعنة ستطارد مرتكبيها
نقطة ضوء
أحداث ود النورة.. لعنة ستطارد مرتكبيها
بقلم/ صلاح دندراوي
والألم يعنصرك وأنت تستمع لمصابي الهجمة البربرية التي شنتها مليشيا التمرد على قرية ود النورة بولاية الجزيرة، تلك التي راح ضحيتها أكثر من مائة نفس بريئة لا تدري لأي سبب أزهقت..
تكاد تلمس الدموع تتساقط وهم يحكون عن المآسي التي تعرضوا لها وكم الإصابات التي حاقت بهم وهم يكذبون مزاعم المليشيا التي تحاول أن(تتملص) من جريمتها النكراء بإدعاء إن من قاتلوهم هم الكيزان والمستنفرين وهلما جرا، ذات الإسطوانة المشروخة التي جعلوها عباءة يخفون تحتها كل الإفعال المستنكرة.
ومصابي ود النورة يتساءلون ويسألون في أولئك المدعين والذين يحاولون أن يبرروا لإقدامهم لتك الجريمة البشعة التي إستنكرها كل العالم والمنظمات المحلية والدولية التي واجهتها بالوثائق المثبتة لفعل جريمتهم..
لقد حكى مصابي الأحداث عن ماتعرضوا له في ذاك اليوم وكيف أن القذائف تنهال عليهم منذ الصباح الباكر وحتى منتصف النهار لتحصد كل تلك الأرواح البريئة والأنفس الذكية ويخلفوا كل تلك الإصابات وسط المواطنين..
والمصابين يتعجبون من تلك الإدعاءات الكذوبة ويتساءلون أين هو الجيش في القرية الذي يزعمون أنهم يقاتلونه، وأين هم الفلول، وهل الجيش موجود في المنازل والبيوت التي إنتهكوا حرمتها غير مبالين لمرأة أو طفل أو شيخ كبير ليمارسوا فيهم الضرب والنهب والتقتيل..وهم عزل مدنيين ليس لهم (ثأر) بايت مع. هؤلاء.
حقيقة أن تلك الجريمة التي صنفها البعض بجريمة العصر لفظاعة الفعل وكم الموتى والمصابين، تعد من الجرائم التي يحاكم عليها القانون الدولي ويستنكرها المجتمع الدولي الذي ترى كفة العدالة عنده مائلة عن الحق تحابي من تريد وتدين من تريد.. والأعجب هم أولئك الذين يتشدقون بالمدنية من بني جلدتنا الذين شلت ألسنتهم في أن يستنكروا مثل نلك الأحداث وهم الذين. في يوم. ما جثموا على صدر هذا المواطن يزعقون له بالمدنية والديمقراطية وحقوق الإنسان، فأي مشهد أفظع من الذي طال تلك القرية الوديعة التي كانت تنعم بالأمن والسلام قبل أن يحل بها هذا الكابوس…
إن تلك الجريمة ستظل علامة فارقة ولعنة تطارد من إرتكبها ومن ذكاها ومن عجز حتى أن يستنكرها بقلبه وهو أضعف الإيمان..