رأي

محمد عبد الله الشيخ يكتب في نصف رأي: جبل موية الحسناء التي لايغلو مهرها

نصف رأي
محمد عبدالله الشيخ
جبل موية الحسناء التي لايغلو مهرها
لايخفي علي احد الدور الكبير الذي تلعبه منطقة جبال موية وعموم المنطقة الغربية لمحلية سنار كأحد ممسكات الأمن الغذائي بالبلاد وماتلعبه المنطقة من دور اقتصادي ايرادي مهم ومؤثر في اقتصاد الولاية والبلاد عامة هذا علاوة علي ماتمثله المنطقة من أهمية تاريخية ورمزية في كل الحقب التاريخية التي مرت بها البلاد منذ السلطنة الزرقاء ومملكة علوة وما تضم وتحوي المنطقة من آثار يعود تاريخها الي فترة الاستعمار الانجليزي مما جعلها مورد سياحي هام وتعتبر جبل موية واحدة من القري التي تضم عدد من الخبرات والقدرات في المجال الهندسي تخصصات نادرة ((الطاقة والسدود والمكنيكا والحاسوب )) وأقدم الخبرات والتخصصات الطبيه واقدم الخبرات في التعليم في كل مستوياته ومراحله واعلي الرتب من ضباط القوات المسلحة والشرطة والامن وغيرها من التخصصات ولم تغيب يوما عن دفتر الحضور الوطني والشان العام بالسياسيين من أبنائها كما قدمت العديد من أبنائها شهداء في سبيل الوطن وتمثل جبل موية تمازج سكاني متجانس ومتعايش يضم العديد من قبائل غرب وشمال ووسط السودان تصاهرت وانصهرت فيما بينها فكونت هذا الإنسان المتميز وبعد الحرب التي اشعلت في البلاد وتمدد مليشيات الجنجويد وانتشارها عقب سقوط حاضرة ولاية الجزيرة ود مدني ازدادت أهمية جبل موية واصبحت الطريق البديل الرابط بين ولاية الجزيرة عبر المناقل وولايات سنار والنيل الأزرق والشرق والشمال وبعد اجتياح مليشيات الدعم السريع لقري سكر سنار وجنوب الجزيرة نزح الي الجبل ما لايقل عن سكان ثلاثون قرية وجدوا من المجتمع كل الترحيب بالايواء والطعام وتقاسموا معهم بيوتهم و الخدمات هذا الوضع كان لافتا ومنبها للمليشيا بما تمثله جبل موية من أهمية إستراتيجية وعلاوة علي ماذكرت عاليه يعد الطريق القومي سنار ربك كوستي الأبيض الذي يمر عبر الجبال أهمية اضافية فعملت المليشيا جهدها فبدات بالهجوم علي جبل موية ونالت هزيمة كبيرة علي يد القوات المسلحة والمستنفرين من أبناء المنطقة والوقفة الصلبة من المواطنين الذين دافعوا وزادوا عن حماهم ببسالة كانت حديثا للإعلام بكل وسائطه ودبجت فيها قصائد المدح والتمجيد ولم تيأس المليشيا وازدادت شهيتها ونهمها في دخول الجبل فهاجمت مرة ثانية ونالت حظها من الهزيمة والخسران فعملت القوات المسلحة علي تعزيز القدرات الدفاعية لجبل موية بزيادة العدة والعتاد واستنفرت ودربت وسلحت المزيد من أبناء الجبل سهروا علي حماية بلدهم وسدوا ثغرة كبيرة واسندوا القوات المسلحة الي ان جاءت الطامة وتمكنت المليشيا من دخول جبل موية علي حين غرة وهي لاتصدق لينتج عن احتلال جبل موية توسع المليشيا جنوبا وغربا احتلال الدالي والمزموم وسنجة حاضرة الولاية ومن ثم الدندر وينقطع بذلك الطريق الوحيد والمنفذ بين وسط وغرب السودان وشرقه مع موجه نزوح لمئات آلاف المواطنين ممن نزحوا الي جبل مويه ومواطنيها الذين تفرقت بهم السبل وتقطعوا وتفرقوا ايدي سبأ واصبحوا نازحين تحت وابل الامطار والسيول يقضون نهارهم مع الذباب وليلهم مع البعوض وهوام الارض في المعسكرات بالقضارف وكسلا والنيل الأزرق والأبيض قضي عدد من أصحاب الامراض وكبار السن أجلهم وبات الاخرين يعانون ألام الغربة واشواق العودة لمعانقه الارض الطيبة التي مابخلت بعطائها يطالعون الاخبار بلهف وشوق لعلها تحمل إليهم حلمهم غير المستحيل بتحرير الجبل والعودة الي الديار بعدما طالها الخراب نعم هي اماني وآمال ينتظر تحقيقها عشرات الآلاف من سكان الجبال يرفعون اكفهم الي الله بالدعاء ويتطلعون الي القوات المسلحة بثقة وحسن ظن في ان تعيد الجبل ويعودوا معززين مكرمين نعم حدث الفتق لكن ليس صعبا ولا مستحيلا الرتق علي القوات المسلحة فالعشم معقود عليها وأهل الجبل في انتظاركم نعلم ونسق ان جبل موية غالية عزيزة عليكم يولمكم ماحدث لانسانها الذي طالما هتف وكبر وهلل اعتزازا بالقوات المسلحة كم هي غالية عزيزة عليكم بقدر غلاوتها وعزتها عند اهلها لذي فلن يغلو عليكم مهرها و لن يغلبكم فهي حسناءكم التي عرفتم وما زالت تنتظركم وعلاقة انسانها بها كعلاقة الأسماك بالماء لايتنفس خارجها ولايطيب له عيش سواها
وكأني بهم يتسالون :
كيف حال ياابوي*
كيف حال ياخال*
بتمسي بيوتنا الكاكيه*
حزنانة بتبكي مال الحال*
والزمن الساقكم ايدية*

هذا مالدي
والرأي لكم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق