رأي
صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: أخي خضر… بأي دمع نبكيك
نقطة ضوء
أخي خضر… بأي دمع نبكيك
بقلم/ صلاح دندراوي
تمنعت الدموع أن تنزلق وتحجرت في المآقي. وتسمرت الأحرف وفغرت فاها في ان تعبر عن هول المصاب.. هل رحل خضر..
خضر دندراوي.. هذه النفحة التي كانت تمشي على رجلين تهب للناس الأمن وتسكن الطمأنينة في النفوس وتشيع الفرحة في القلوب وتوقن لك بأن الدنيا لا زالت بخير…
خضر محمد احمد دندراوي أخي الأكبر بأي ددمع أبكيك وقد جفلت الدموع ونحن ننادي فيها :
ارمي الدمعة فوق الدمعتين يا عين
بعد (خضر) حابساها الدموع لي مين
وإنزوت الحروف وأبت على الإندلاق.. فماذا تكتب وماذا تقول وبأي صيغة تصف غيابك عنا.. ياااا الله بأي صبر نحتمل هذا الرحيل المر وبأي أعين نغمض وقد كنت فينا حاضرا كما الفرح يتسرب في الأفئدة فينشر فيها الدفء والطمأنية..
ما ذا اقول عن رحيلك يا أخي وقد رحلت معك كل الخواطر الدفينة والمواقف النبيلة.. لم تكن أخي فحسب بل كنت أخينا وأبينا وصديقنا وسندنا في هذه الحياة بعد الله تعالى، ما كان يطيب الجلوس إلا بحضورك، ولا تطيب المشاوير إلا بمرافقتك.. لقد كنت لنا الزاد والفكر والتقدير، وكنت لنا الرأي والمشورة هاشا باشا تلتقينا وإبتسامتك الوضيئة تلك كانت تسبقك اينما حللت، لقد كنت الوفاء بعينه وانت تتفقد إخوتك وتواصل ارحامك، لا يفتقدونك في أي محفل فقد كنت انت السباق فيهم إليه، اينما إحتاجوك وجدوك، كنت حاضر الجسد والروح وكنت ذاك الخيط الغليظ والحبل المتين الذي يربطنا بأرحامنا وبأسرتنا الصغيرة والكبيرة بعد ان فقدنا ابوينا. كنت انت الأم والأب تغدق علينا المحنة وتغطينا بثوب العافية والرعايا، فوجودك كان بمثابة الطمأنينة، فماذا بعدك.. يااا الله لهذه الفواجع التي ابت إلا أن تسقينا يوم بعد يوم وجع، وحزنا بعد حزن،، ولا نجد إلا التسليم بقضاء الله وكلنا صائرون إلى ما صرتم إليه.. لم تبارح ديارك ولم تجبرك تلك الحرب اللعينة أن تغادر بيتك وسط الدانات وازيز المسيرات وانت مسلم أمرك إلى الله ومتكئ على( لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا) فكان نعم اليقين والتوكل..
طبت أخي خضر حيا وميتا، وها انت تغادر دنيانا الفانية في هذا الشهر العظيم (ربيع) مولد المصطفى الكريم صلوات الله وسلامه عليه ودعواتنا أن تكون في حضرته يوم القيامة تشهد لك طيبتك وأخلاقك وورعك وزهدك، وترد حوضه وتشرب من يده الشريفة شربة لا تظمأ بعدها أبدا وتلتقي هناك بإذن الله بوالديك وإخوتك آمنة وسيد احمد والحسين وأحمد وكل عزيز سبقك وآخرين لاحقون بك تنعمون بنعيم الجنة، ولا نجد إلا أن نحتكم لمراد الله ونعود إليه آيبين مستغفرين راضين بحكمه جل تعالى وتسبقنا الدعوات في أن يتقبل الله منك كل جميل صنعته وكل عطاء بذلته وكل خطى في فعل الخير ومواصلة الأرحام مشيتها وقدرنا الله على الصبر والثبات أزاء هذه الفاجعة الكبرى ولا نقول إلا ما يرضي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله…
أخوك المكلوم /صلاح دندراوي