رأي

ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة: دونتاي…. رحلة الشتاء والخريف !!

من أعلى المنصة

ياسر الفادني

دونتاي…. رحلة الشتاء والخريف

قصتكم ….ياصديقي قاسم مكتبة….. هي أن قريتكم الوادعة (دونتاي) حلوا عليها أشاوذ من كوكب (شذوذ ليتون) إستباحوها ونالوا من أهلك مانالوا وكانوا في عداد النازحين ، لم يكن منكم يتوقع ذلك إلا حينما أتى ذلك …في هذا الزمن الغريب الأطوار وفعل من فيه مافعل ، قصتكم ياصاحبي ….هي أن القضارف وكسلا ثم خشم القربة تلك المدن قد إحتضنت كرام دونتاي وأن منزلك العامر الذي ذات مرة تناولنا فيه إفطارا مباركا في شهر مبارك امتلأت جنباته وزواياه وباحاته بمواطني دونتاي منهم الذي يرتاح من أمر إدلهم عليه حين غرة ونجا منه ومنهم من يأكل ومنهم من يحتسي القهوة التي فقد بخور( بُنَّها) كل نهار في منزل من منازل تلك الوادعة

القصة ياسادة ….هي معاناة حدثت ومشاهد تروي من ثقاة…. والقصة هي رجال إنبروا لخدمة أهلهم من غير مِنّ ولا أذى ولو شاورتهم في كتابة تلك السطور لقالوا لي لا… هؤلاء بذلوا الغالي في سبيل إيواء هؤلاء الكرماء كان للبروف الداعية المعروف علاء الدين الزاكي القدح المعلي في ذلك ، آنا أعرفه وكنت من الذين يشاهدونه في الشاشة البلورية داعيا إلى الله لكنني لم ألتق به ولربما يعرفني من خلال كتاباتي… المهم في الأمر أن هذا الداعية هو واحد من الذين يجب أن اذكرهم هنا مدحا الرجل ظل يدفع من حر ماله ويغيث أهله إطعاما ليس في القضارف فحسب بل حتي الذين وصلوا خشم القربة وكسلا لحقهم بخيره

القصة يا سادة … هي قصة شهور قضوها في أحضان أهل القضارف الكرماء وفي كنف الطيبين من خشم القربة وكسلا القصة هي حزم من التفاني والخدمة إعتلوا شرفها المقدم مأمون الدقيل و محمد المثني و آخرين منهم إن فات علي الرواة ذكرهم لي فإن شكري أولا لهم وثانيا تعظيم سلام مضاعف لهم ثم أجرهم عند الله

قصة (دونتاي) هي قصة العودة شتاءا هؤلاء الذين ذكرتهم كما استضافوا اهلهم واكرموهم بل عالجوهم تم ترحيلهم عبر بصات إلى ديارهم التي غابوا عنها شهورا وطال الحنين إليها بعد أن بارحها الجنجويد غصبا عنهم بأمر القوات المسلحة واهلها الأبطال …
إني من منصتي أنظر….حيث أري.. أنه بالرغم من أن هنالك مآسي وحياة قاسية سرت في اوصال كل نازح ابتلاءا واظهرت لواعجه حزنا …. بالمقابل هنالك أناس ضمدوا هذه الجراح ومسحوا الدمعة من مكلوم وادخلوا اللقمة في فم جائع وهي لعمري عند الله تساوي جبل أحد كما قال رسولنا الكريم مليار صلاة عليه ، إذن مثل هذه القصص يجب أن تحكي ويجب أن توثق ليعرف الجيل القادم الفرق بين الحق والباطل ويسجلوا في ذاكرتهم أن الباطل كان جنجويدا .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى