رأي

بروف أحمد صباح الخير يكتب: الدبلوماسية الرئاسية: قراءة حول زيارة البرهان الى دول الغرب الافريقي

الدبلوماسية الرئاسية: قراءة حول زيارة البرهان الى دول الغرب الافريقي
بقلم د. أحمد صباح الخير رزق الله المختص في الشؤون الافريقية
في اطار تحسين العلاقات مع دول الغرب الافريقي ، توجه الفريق البرهان إلى الغرب الافريقي في زيارة تشمل أربعة دول: (هي مالي والسنغال وغينيا بيساو وسيراليون) فالدولتين الاولتين مستعمرتين فرنسيتين بينما وشهدت مالي وما تزال قتالا عنيفا مع الجماعات المسلحة والارهابية في الساحل الافريقي، وهدفت الحكومة السودانية من زيارات المسؤولين للتنسيق مع الدولتين لعدم تسجيل السيارات المنهوبة من السودان وعدم تقنينها، بجانب ايقاف مدد الدعم السريع من السلاح والمرتزقة، الذين يأتون من هاتين الدولتين ودفع هذه الدول لإغلاق حدودها لمنع خروج المرتزقة . أما جمهورية غينيا بيساو والتي كانت من الدول القليلة تحت الاستعمار البرتغالي، واستقلت منه عام 1973م، فهي تقع تماما على المحيط الاطلسي وهي من الدول الصغيرة التي لا يتعدى سكانها الثلاثة مليون نسمة وفقيرة رغم تواجد المعادن النفيسة فيها، بينما (سيراليون) المشهورة ببلد الماس، كانت تحت الاستعمار الانجليزي، وشهدت حرب أهلية ضارية، استمرت لمدة 11 عام من العام 1991م وحتى العام 2002م.
ومن من جيلنا لا يذكر أسماء قادتها ومتمرديها، أمثال (أحمد تيجان كبا وفودي سنكوح). ولهذه الزيارة عدة أهداف أهمها (كسر العزلة) التي فرضها الاتحاد الافريقي على السودان بعد الإجراءات التصحيحية في 25 اكتوبر، والتي بسببها اعتبرها الاتحاد الافريقي انقلاباً على الحكومة المدنية، مما أدى إلى تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي، وحدث ذلك التعليق نتيجة الدعوات التي تبناها الداعمين للتمرد من دول الساحل الافريقي، أمثال التشادي موسي فكي رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي بجانب تحامل قادة الايقاد على الحكومة السودانية الجديدة.
الهدف الثاني من الزيارة: هو استكمال ما بداه الفريق شمس الدين الكباشي، عضو مجلس السيادة ونائب قائد الجيش السوداني في شهر يوليو 2024م للساحل الافريقي، والتي زار من خلالها دولتي مالي والنيجر، وهي من دول ما يعرف بالساحل الافريقي وفي الحقيقة لا علاقة لهما بالساحل ولا اطلالة لهما على بحر او محيط وهما ومن المستعمرات الفرانكفونية.
وكان هدف تلك الزيارة هو اطلاع قادة تلك الدول على الاوضاع في السودان، نتيجة التمرد الذي تقوده قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. ومع اطلاع قادة الدول على ما يحدث في السودان وازالة التغبيش الذي مارسته كثير من الجهات بتصوير ما يحدث في السودان بأنه حرب داخلية وصراع بين جنرالين من اجل الحكم.، وهنالك رسالة واضحة لقادة هذه الدول بضرورة لجم مواطنيهم المرتزقة المتفلتين،وهم من تخدعهم المليشيا المتمردة وتدفعهم للقتال في السودان بوعود الثراء وامتلاك المنازل ونهب الممتلكات ويشاركون مكون الدعم السريع القبيلي بأهدافه العنصرية لنشر الفوضى والتقتيل ، لذلك تجدهم يتوجهون إلى السودان تفويجاً للقتال إلى جانب الدعم السريع المتمرد في السودان، وقتال الجيش السوداني، وممارسة السلب والنهب والاغتصاب الذي تستخدمه هذه القوات من عرب الشتات، وهم من جنسيات هذه الدول ومن مواطنيها. وتأكيداً لذلك فإن الزيارة الأولى للفريق البرهان هذه المرة ستكون إلى دولة (مالي)، التي وصل منها حتى الان الآلاف للسودان كمرتزقة، من اجل القتال في صف مليشيا الدعم السريع ، ودليل ذلك ما أثبتته الوقائع والفيديوهات وأعداد القتلى، في صفوف الدعم السريع. وفيه تحذير واضح من خطورة هذه المجموعات الجائلة في الصحراء والمتفلتة في معظم دول افريقيا، والتي لا تعترف بالحدود الدولية ولا بالنظم ولا الاعراف، كما ولها الاستعداد الكامل للعمل مع من يدفع اكثر، بلا قيم ولا أخلاق ورسالة أخرى مغزاها أن السودان، اذا ما عمته الفوضي، فلن تنجو من شرور هؤلاء المرتزقة، أي دولة من دول إفريقيا ولا حكوماتها.
فزيارة رئيس مجلس السيادة السوداني للدول الاربعة، من أجل تأكيد هذا المطلوب، والتواصل مع الكيانات الشعبية، واظهار ان السودان في طريقه للانتصار على هذه المجموعة المتمردة.
ان الحكومة السودانية يجب ان تعمل على تمتين علاقاتها مع شعوب الساحل الافريقي وكل شعوب غرب افريقيا، والتي تكن كل الحب والتقدير للشعب السوداني، ويكفي ان معظم قادتها الحاليين درسوا في جامعات السودان وخلاويه ويكفي عندهم فخراً أن السودان هو طريقهم الى حج بيت الله الحرام . كما يجب تشجيع الدبلوماسية الشعبية واستغلال الروابط الاثنية والدينية بين شعب السودان وشعوب غرب افريقيا. مع اختيار السفراء الذين يشجعوا التواصل بين هذه الشعوب والشعب السوداني.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى