أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: أيام ويتم التحرير ولكن!!!
![](https://sudanpower.net/wp-content/uploads/2024/10/Untitled-1-1-768x293.jpg)
نتابع بقلب وعقل مفتوحين لكل متحرك منتصر ومتقدم؛ وتصل الفرحة للاسماع قبل العينين؛ ونحبس أنفاسنا فرحا وقبطة كلما حلت البشائر واذاع الداعي خبر انتصار جديد.
يعيش السودانيون أخوتي واخواتي القراء الأفاضل فرحة كبيرة بانتصارات جيشنا الباسل في مختلف المحاور وتزداد الفرحة بعد كل تقدم جديد وقريبا جدا بحول الله وقوته ستعم الأفراح كل بوادي وحضر السودان بالنصر الكامل وإزالة الغمة التي جسمت على صدورنا قرابة العامين من الزمان والسؤال الذي يطرح نفسه بقوه الآن ماذا بعد أن تنقضي الحرب وتصبح من الماضي؟؟؟
أقول لكم بكل الصراحة والوضوح إن رجعنا وعاودنا نشاطنا في الأسواق وسوح العمل المختلفة ونحن كما نحن لم نتغير ولم نستفد من مما حدث لنا بسبب الحرب فإننا سنكون خرجنا من تجربة مريرة عاشها كل العالم وليس فقط نحن كسودانيين بخفي حنين.
فإن لم نعلم أن الأنانية وحب الذات هي سبب من الأسباب التي أدت إلى الحرب فإننا لم نتعلم من الأيام؛ وإن لم نعلم ونيقن حقا بأنه لاحول ولا قوة الا بالله وان آلله سبحانه هو من اذن للحرب أن تندلع وأنه بحوله وقوته أمرها أن تتوقف لم تستفد شيئا؛ وإن لم نتيقن حقا أنه “لكل أجل كتاب” كما قال ربنا عز من قائل؛ فكم من الذين خرجوا من ديارهم من السودان ولقوا حتفهم في مقر إقامتهم التي توجهوا تلقاءها؛ وكم من عاش وعايش في المناطق الملتهبة ولم يصبه سؤء؛ فلكل أجل كتاب حقيقة يجب أن نؤمن بها عمليا هذه المرة لأننا عايشناها.
كذلك فكل من عاد إلى حياته ولم يستشعر أهمية صلة الرحم والقرابة التي تمت في فترة النزوح؛ أعلم بأن بعض العوائل والأسر لم تتعرف على بعضها البعض إلا في فترة الحرب والنزوح لأنك بلا مقدمات نجد نفسك ضيفا لدى أحد اقاربك في المناطق الآمنة فهي صلة رحم إجبارية؛ عدد من الأسر اجتازت إمتحان هذه القربى الإجبارية واستطاعت أن تتأقلم مع هذا الوضع بنجاح كبير لما لها من سوابق تزاور ومحبة سبقت الأيام النحسات؛ والبعض الآخر من الأسر سقطت في مستنقع التحول والتغيير؛ ولم تستطع مواكبة الوضع الجديد؛ وبدلا من أن تصبح هذه الظروف معضدة للنسيج الإجتماعي ومقوية له؛ أصبحت أداة هدم لكل ما سبق من قربى.
في تقديري أن كل الشعب السوداني مطالب اليوم وليس غدا ان يحاول بقدر الإمكان الإستفادة من الحرب وينظر بتأني لما جرى في حياته بينه وبين الآخرين؛ وماذا اكسبته التجربة من فوائد؛ فالحرب مثلما لها مضار رأيناها بأم أعيننا؛ كذلك لها فوائد لكن هذه الفوائد تظهر لمن” القى السمع وهو شهيد ” واستفاد من التجربة وعرف كيف يسير حياته وأسرته في أحلك الظروف؛ وكيف يمضي بالسفينة إلى المرسى دون أن تغرق.
خلاصة الأمر المطلوب من الشعب السوداني أن برجع لربه ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطأه وان ما اخطأه لم يكن ليصيبه لأنها مشيئة الله كتبت منذ أن خلفنا الله سبحانه؛ ويعلم أن الأمر كله بيد الله وحده الرزق والحياة والموت كله كله بأمر الله وحده لا شريك له.
اننا إذن في حوجة ماسة لمراجعة تعاملاتنا مع الآخرين في التجارة والسياسة والثقافة والمجتمع بكامله؛ فطمع بعضنا في التجارة افقره وذهب بكل ما عنده ولم يبق له شيئا؛ وكذب بعضنا في مجالات السياسة والمجتمع جعلنا غير محترمين لأنفسنا وغير محترمين عند الناس؛ وكثرة الخبث واكل الربا جعلنا عاجزين من عمل كل شئ حسن.
واخيرا لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم الا هل بلغت اللهم فاشهد.