عباس كابو يكتب في خيوط الطواقي: “ضريبة العمل العام : بين التقييم والتجني”

خيوط الطواقى
عباس كابو
________
“ضريبة العمل العام: بين التقييم والتجني”
عشان عين لازم تُكرم ألف عين — هذه العبارة تختصر كثيرًا من الحكاية، وتفتح الباب واسعًا للحديث عن ما يعانيه بعض القائمين على العمل العام، خاصة في اتحاداتنا المحلية، من ترصد واستخفاف وصل حدّ التنمر. وليس هذا كله وليد الصدفة، بل هو نتاج بيئة يغيب عنها العدل، ويعلو فيها الصوت الجارح على النقد البنّاء.
الإساءة إلى الأبرياء، وتحميلهم ما لا يطيقون، مراعاة لروابط أسرية أو اجتماعية، ليس ضعفًا ولا خوفًا، بل حكمة واحتمال. لكن مهما طال الصبر، فالألم موجود، وضريبة العمل العام باهظة، يدفعها المخلصون من راحتهم وكرامتهم.
والمؤسف أن هذا الترصّد لا يقتصر على ولاية دون أخرى، بل صار نمطًا في كل المنظومات تقريبًا، وكأننا أمام سلوك جماعي لا يرحم من يتقدم لتحمل المسؤولية. كل ساعة تمر نجد من ينتقد، لا بل يتشفى، ويقلل ويسخر دون رادع من ضمير أو وازع من خلق.
السؤال الصارخ: من يقف وراء هذا السلوك؟ ومن المستفيد من هدم الجسور بدل بنائها؟ وهل أصبحت المناصب العامة لعنة يتجنبها العاقل خشية من الإساءة والتقليل؟
نحن أمام مرحلة حرجة، تتطلب مراجعة جادة لسلوكنا العام، واستحضار القيم النبيلة التي جاءت بها رسالتنا الإسلامية، والتي تدعو للعدل، والاحترام، وعدم الظلم أو التعدي على الآخرين. آن الأوان أن نعيد بناء خطابنا اليومي في الأسواق، والمنتديات، والميادين العامة، بحيث يسوده الاحترام والتقدير لا التهكم والإساءة.
النجاح لا يُبنى بالتحقير، والنقد لا يكون مجديًا إن خلا من الإنصاف. فلنضع أيدينا معًا لتكريس قيم الفضيلة، ونصون من يعملون في المرافق العامة، لا لشيء سوى أنهم اختاروا أن يخدموا لا أن يُحاربوا.
أخيرة طواقينا
???? ????
✋إذا لم تجد كلمة طيبة تقولها، فاصمت؛ فالصمت أرحم من سهم يصيب قلبا اختار أن يخدم لا أن يهدم