ياسر الفادني يكتب في من أعلى المنصة : لا وصلت ليك… لا الرجعة تاني عرفتها !!

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
لا وصلت ليك… لا الرجعة تاني عرفتها !!
هذا هو لسان حال المليشيا اليوم، بعد أن تبخّر حُلمهم في “استرداد الخرطوم” من خلال الصالحة، وتحوّل زهوهم إلى هزيمة على الهواء مباشرة، بصوتهم وصورتهم وكامل فضيحتهم، كانوا يمنّون النفس بدخول العاصمة دخول الفاتحين، فكدّسوا السلاح وسط بيوت الآمنين، وعبّأوا المرتزقة كما يُعبَّأ التبن، وجلسوا فوق برميل بارود ينتظرون يوم “زينتهم” كما سموه، لكن البارود انفجر فيهم لا في خصمهم، القوات المسلحة باغتتهم كما يُباغَت الحالم من كابوس، ففرّوا كما يفرّ الفأر من ماءٍ ساخن، في مشهدٍ لا يُوصف إلا بـ(الأعمى الشايل المكسر)!
المثير للضحك والشفقة معاً أن المليشيا لا تملك الآن حتى القدرة على الكذب بإحتراف، فكل خيباتهم تُوثّق، لا بسُرية، بل بأيديهم عبر اللايفات والمحادثات المتسربة من مجموعاتهم، التي أصبحت مفتوحة للجميع أكثر من صفحات الجرائد، لا سرّ لهم إلا وخرج، ولا هزيمة إلا وانتشرت، ولا محاولة إلا وفشلت
أما دولة الشر، الإمارات، فحالها لا يقل سخرية عن أدواتها ،دفعت بسخاء الجاهل، موّلت كأنها تشتري عرشاً، وتوهمت أن الخرطوم تُشترى كبرميل نفط، لكن لم تشترِ سوى وهمٍ، سُرق منها بذكاء الجيش السوداني، الذي غنم السلاح والعدة والعتاد، وترك لهم الحسرة تُغنيهم، هل تعلم أن ما تم العثور عليه في الصالحة من سلاح، يفوق بكثير ما وُجد في جبل موية؟ هذه ليست معركة فقط، بل عملية “تحطيب” من جيوب الإمارات لصالح القوات المسلحة السودانية
الإمارات تدفع، الجيش يغنم، هؤلاء يخططون في الغرف المكيّفة، وتجار المرتزقة يحلمون بمقاعد في القصر الجمهوري، والنتيجة؟ (أب كباس) من النوع الفاخر، لا يوزّع بالتساوي، بل يُسلَّم دفعة واحدة على يد الجيش، بلا أقساط ولا إنذار
دولة الشر دفعت من مالها، لا من كرمٍ، بل من سُحتٍ جاحد، مالٌ لشراء الخراب، لكنه عاد كالغنيمة إلى من يعرفون كيف يُقاتَل، الأموال التي أرادت أن تُسكت بها الأفواه، فتحت عليها نيران الحقيقة، السلاح الذي أرادت أن تُربك به الخرطوم، زُيِّن به مخازن الجيش والرجال الذين استأجرتهم، عادوا جثثاً أو هاربين، يُلاحقهم لعنة الأرض وفضيحة الهزيمة
إني من منصتي أنظر …حيث أري…. أن من يتوهّم أن الخرطوم تُستباح مرة أخري، لا يقرأ الواقع، ومن يراهن على المليشيا، يراهن على حمار مكسور الساق، يبحث عن نهيق جديد يكذب به غداً، أما من ينفق في الظلام ليشتري النار، فليتذكّر أن النار لا تُؤتمن، وقد تحرق يد المموّل قبل أن تصل للعدو.