أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: العودة الى الديار ومتلازمة الحزن النبيل

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: العودة الى الديار ومتلازمة الحزن النبيل
قبل يومين بدأت ألملم اغراضي متوجها لمنزلي الذي كنت فيه ابان اندلاع الحرب ببلادي؛ حيث كنت اقيم قبلها في منزل اخر يمتلكه احد اقربائي.
كانت اللحظات الاولى وانا اتفقد داري في امدرمان تتسم بالفرح والحزن في آن؛ فرح بالعودة وحزن عميق لما حل بالمنزل والحي والناس.
بدات استرجع ذكرياتي فين المنزل والمنطقة؛ كيف كنا وكيف اصبحنا؛ وكيف اصبحت طبيعة الحال لما آلت اليه الاوضاع.
وانا اخطو خطواتي الاولى لازيل بعض ركام الحرب عن سقف منزلي كانت في النفس حسرة وفي القلب قصة وجرح لايندمل بفعل المتغيّرات التي حدثت وماكنا نظن يوم انها ستكون واقعا نعايشه ويعايشه الناس في بلدي؛ فبين عشية وضحاها ففدنا الوظيفة والعمل والراتب الذي كان نتقي به صروف الدهر وشروره.
فالعيد السعيد اشعرنا بذلك ونحن عادة ما ننتظر الراتب والحافز بشراء الاضحية ومستلزمات العيد؛ لكن هذا العام والذي سبعه غصبن عنا هذه المراسم والاحتفالات والفرحة الا قليلا.
ولكن برغم ذلك فقد ازاحت عنا فرحة العودة الى الديار بعض الغم والهم الذي حدث بسبب ظروف الحرب.
العودة الى الديار تعيد فينا الامل وتؤكد ان ماضاع يمكن ان يعود بقليل من الصبر والمثابرة والاجتهاد؛ وتؤكد لنا ان الدهر فعلا يومان يوم انا واخر علينا؛ وانه لو كانت الدنيا تسوى جناح بعوضه لما سقى الله منها كافر جرعة ماء.
لم تكتمل فرحتنا بالعودة للديار لان بعض مدن السودان مازالت ترزح تحت وطأة الحرب ومازال اخوة لنا في معاناة النزوح واللجوء وتحت القصف.
نتمنى لكل السودانيبن ان بعودوا الى ديارهم سالمين غانمين لا يخشون انا الله والذئب على غنمهم.