د.نجلاء حسين المكابرابي تكتب في مسارات : ادركوا فاشر السلطان

مسارات
د.نجلاء حسين المكابرابي
ادركوا فاشر السلطان
—————————–
نتابع الانتصارات الكبيرة التي تحققت في بعض المحاور بمدينة الفاشر وايضا يقلقنا الحال الذي وصلت اليه معسكرات إقليم شمال دارفور وفقا لتقارير اخبارية تناولت الاوضاع الماساوية لمدينة الفاشر واوضحت أوضاعاً إنسانية صعبة ، إذ ينعدم الغذاء الكافي ومياه الشرب والرعاية الصحية في ظل تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة مثل الكوليرا، ومعاناة الأطفال من سوء التغذية، مما خلف آلاف المصابين ومئات الوفيات.
ووفقا للتقرير الذي اعده الاستاذ برعي الابنوسي بموقع مشاوير الذي أشار الي ان شبح المجاعة يخيم على مناطق عدة، بخاصة بعد توقف “تكية” مدينة الفاشر، ونفاد السلع الغذائية وارتفاع أسعار المتوافرة منها في المحال إلى أرقام جنونية، إضافة إلى انعدام الأدوية والمحاليل الوريدية ونقص الكوادر الطبية.
*وتؤوي منطقة طويلة أكثر من مليون نازح، ويتوزع نحو 800 ألف آخرين على مخيمات “كلمة وعطاش والسلام”، ويعاني النازحون من أزمات مستفلحة في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
يقول الناشط في مجال العمل الطوعي الإنساني بمخيم “عطاش” هارون أن “حالات سوء التغذية بلغت في معسكر واحد فحسب، نحو 500 حالة، بينما وصل عدد حالات سوء التغذية الحاد إلى أكثر من 200 حالة، معظمها من الفئات الضعيفة كالأطفال والمرضعات والحوامل.
وأضاف “توفي “13” طفلاً بمعسكر لقاوة للنازحين في شرق دارفور بسبب سوء التغذية، وعجز أسرهم عن نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
ونوه البشير بأن “المراكز الطبية القليلة التي لا تزال تعمل تعاني محدودية القدرة على الاستجابة لحالات الكوليرا المتزايدة، إذ تستقبل نحو” 100″ حال يومياً، في ظل نقص الكوادر الطبية والأسرة، إضافة إلى ندرة المحاليل الوريدية والمستلزمات الأخرى.
*في غضون ذلك، حذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين من أن الوضع الإنساني في دارفور بلغ مرحلة الانهيار الكامل، وأن أي يوم يمر يزهق فيه مزيد من الأرواح.
وكشف المتحدث الرسمي باسم المنسقية آدم رجال عن أن معدل التفشي اليومي لوباء الكوليرا في منطقة طويلة، وحدها، يراوح ما بين 100 إلى 200 حالة، إذ وصل العدد التراكمي من الإصابات إلى 2145 حالة مع 40 حالة وفاة، و207 حالات في مراكز العزل، بينما سجلت منطقة قولو في جبل مرة 23 إصابة وسبع وفيات.
وأوضح رجال أن “النازحين يعانون وضعاً تعجز الكلمات عن وصفه، إذ يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة من إيواء وماء وغذاء وعلاج وملابس والناموسيات، وأدوات الطبخ والملابس والصابون ومواد الصرف الصحي إلى جانب الدعم النفسي، محملاً طرفي الصراع مسؤولية الكارثة الإنسانية والقصف والانتهاكات التي يتعرض لها النازحون شمال دارفور.
وطالب بيان للمنسقية الأطراف المتحاربة بالوقف الفوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية فورية، مناشداً المجتمع الدولي إسقاطاً جوياً عاجلاً للمساعدات قبل أن تتحول المجاعة إلى إبادة جماعية صامتة.
وفي الأثناء، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا) من التدهور المتسارع للوضع الصحي في شمال دارفور في ظل تزايد حالات الإصابة بالكوليرا والحصبة والملاريا في مناطق طويلة والفاشر وكبكابية.
وذكر المكتب أن شركاء الأمم المتحدة على الأرض يكافحون من أجل تلبية الحاجات المتزايدة في منطقة طويلة، محذراً من ازدياد التحديات مع حلول موسم الأمطار.
وأشار “أوتشا” إلى أن الشركاء المحليين والدوليين أقاموا مراكز لعلاج الكوليرا، لكن الإمكانات الحالية بعيدة كل البعد من أن تكون كافية للتعامل مع تزايد عدد الحالات، في ظل الحاجة الفورية لموارد إضافية تشمل مزيداً من مراكز العلاج، والمرافق الصحية المتنقلة، وكذلك سيارات الإسعاف وأدوات إدارة النفايات.
لعلها اوضاع ماساوية تتطلب التدخل العاجل من المجتمعات المحلية والدولية والانسانية وفاشر السلطان تنادي