أحمد حسين في نافذة أمان يكتب : أمدرمان وأشواق العودة
عندما بدأت الحرب في السودان وفي الخرطوم تحديدا كنا نرى أن عودتنا للخرطوم بعد خروجنا منها بات من سابع المستحيلات لما رأيناه من دمار شامل للبنية التحتية وعدم استتباب الأمن والأمان.
كنت متيقن كثيرا بحديث أئمة المساجد التي كنت أقيم فيها صلاتي في مختلف ولايات السودان خلال العام الماضي وهو حديث النبي صلى الله عليه وسلم من قبل يالطبع أن لا يغلب عسر يسرين.
كانت هذه التطمينات النبوية تقع في نفسي ودواخلي موقع المرهم على الجرح؛ لاني كنت على ثقة تامة ويقين بأن كل ما جاء في القرآن والسنة النبوية حق ليس فيه كذب ولا بهتان.
خلال الايام الماضية قابلت أحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم ابان رحلة النزوح الطويلة وقال لي بكل ثقة انا راجع امدرمان؛ حقيقة عندما استمعت اليه لفني الفرح وشملتني القبطة وأصبحت مسرورا؛ ومرت في ذهني صور شتى كنت أحتفظ بها في مخيلتي منذ اندلاع الحرب اللعينة في بلادنا؛ مناظر التشرد والعدم والتسفار الإجباري من بلدة لأخرى بحثا عن الأمن والأمان.
حتى وصل بي التفكير والتذكر عندما كنت في معسكر التدريب الذي عادة مايسبق الدراسة الجامعية وكيف أننا كنا قد فقدنا الأمل في الخروج من المعسكر من فرط التدريب وقساوته أنذاك في بلدتي الحبيبة مدينة القضارف؛ حتى جاء الوقت المعلوم الذي فارقنا فيه المعسكر وانطلقنا من بعده نتعافر في الحياة من أجل البقاء.
الشعور والاحساس بفرح العودة إلى الديار التي فارقها بعد الحرب لا يدانيه فرح ولا حبور؛ والحمد لله ليس بالله بعزيز أن يعيدنا إلى بلادنا منصورين مرفوعي الرأس بعد كرب طويل أصابنا نتمناكم بعافيه وعودا حميدا للذين عادوا لامدرمان.