بعد غياب عامين.. زفة المولد النبوي تعيد “روح الحياة” إلى أم درمان

بعد غياب عامين.. زفة المولد النبوي تعيد “روح الحياة” إلى أم درمان
امدرمان: محمد السني
بأجواء مفعمة بالإيمان والفرح، انطلقت زفة المولد النبوي الشريف في مدينة أم درمان السودانية بعد توقف لأكثر من عامين بسبب الحرب التي شهدتها البلاد.
جاءت هذه الزفة وسط حضور جماهيري كبير، مؤكدة على تمسك الشعب السوداني بتقاليده الدينية والروحية رغم التحديات والأوضاع الصعبة.
تمثل هذه الاحتفالية عودة للأمل والحياة الطبيعية إلى واحدة من أهم المدن السودانية التي عانت من ويلات القصف والدمار.
تفاصيل الحدث
شهدت شوارع أم درمان الرئيسية مسيرة ضخمة شارك فيها الآلاف من السكان المحليين والقادمين من مناطق مجاورة، حمل المشاركون الأعلام الخضراء ورددوا الأناشيد الدينية والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتضمنت الاحتفالات إلقاء القصائد الدينية والمدائح النبوية وتوزيع الحلوى والطعام على المشاركين والمحتاجين، في إطار تعزيز روح التكافل الاجتماعي، كما عقد حلقات الذكر والدروس الدينية التي تحدثت عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقيم التسامح والسلام.
الرمزية التاريخية
تُعد زفة المولد النبوي في أم درمان تقليداً سنوياً يعود إلى عقود طويلة، وكانت المدينة تشتهر بهذه الاحتفالات قبل أن توقفها الحرب، حيث عانت مدينة أم درمان خلال العامين الماضيين من دمار هائل نتيجة الاشتباكات، وتعرضت المساجد والمباني السكنية للقصف والتدمير من قبل المليشيا المتمردة كما ورد في تقارير تحدثت عن قصف عدد من المساجد بام درمان، وتضررت البنية التحتية والمستشفيات مما أثر على الخدمات الأساسية للسكان ونزح آلاف بسبب الحرب.
فرحة السكان
عبر المشاركون عن فرحتهم الغامرة بعودة الاحتفالات الدينية، معتبرين أنها إشارة إلى “عودة الحياة” إلى مدينتهم رغم التحديات، كما انها تعتبر رسالة سلام وأمل ستسهم في تعزيز الوحدة الوطنية ونبض ثقافة السلام، خاصة بعد سنوات من الحرب والمعاناة.
الجهود الذاتية
نظمت الزفة بمبادرات شعبية ومشاركة مجتمعية، مما يعكس تصميم السكان على الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية.
في الختام،،
إن عودة زفة المولد النبوي الشريف في أم درمان تمثل إحياءً للأمل واستعادة للروح المجتمعية التي طالما تميز بها السودانيون، رغم أن المدينة لا تزال تعاني من آثار الحرب، إلا أن هذه الاحتفالية تثبت أن الإرادة الشعبية أقوى من الدمار، ويجب أن تكون هذه الخطوة بداية لاستعادة كافة مظاهر الحياة الطبيعية، مدعومة بجهود حقيقية لإعادة الإعمار وتحقيق السلام الدائم في السودان.
من أعظم انتصارات الشعوب هي قدرتها على الاحتفاء بقيمها ودينها وتراثها حتى في أحلك الظروف، زفة أم درمان اليوم هي انتصار صغير للإنسان السوداني على الحرب والدمار.