رأي

أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: بل انتم “بحكومتكم” تفرحون!

بل انتم “بحكومتكم” تفرحون!

قبل اكثر من عام ونصف كنت اتحدث مع بعض الاخوة فيما يختص بتواجد المليشيا داخل حوش الاذاعة وتلفزيون السودان؛ وابديت استغرابي من تواجد هؤلاء الناس طيلة هذه الغترة داخل هذا الجهاز الذي اذيعت من خلاله كل الحكومات ان كانت جاءت عبر العمل الديمقراطي او بانقلاب عسكري؛ المهم من يسيطر على الاذاعة فقد حيزت له الدنيا “بحزافيرها “.

والمليشيا قبعت زمانا طويلا في هذا المكان دون ان يفتح الله لها بكلمة انها سيطرت على الدولة والحكم في السودان؛ ثم بعد ان طردت من الاذاعة وامدرمان وكامل العاصمة السودانية وبعد ان انهزم جنودها في سوح المعارك في مختلف اراضي السودان الطاهرة التي لاترضى الا بالطاهرين تاتي المليشيا لتفيق من غيها وتتحدث عن تشكيل حكومة.

مصطلح الحكومة الموازية لم نسمع به الا عالم ما وراء البحار وليس له معنى في ارض الواقع بالسودان.

ثم من تريد ان تحكم المليشيا بحكومتها الاسفيرية هذه؟ هل تريد ان تحكم من شردتهم من منازلهم بالخرطوم وبقية اجزاء السودان؟ ام تريد ان تحكم الذين سرقت اموالهم في ضحى النهار وقتلتهم بدم بارد من غير جريرة؛ هذا سؤال موجه لها من تريد ان تحكم وعلى اي ارض ووطن.؟

سؤال ثان ماهي مؤهلات الذين يريدون ان يقوموا باعباء هذه الحكومة؛ هل تعلمون ان قيادة وحكم الدولة من اصعب المهام التي يمكن ان يفعلها بنو البشر؛ فغير الامكانات العلمية والشهادات الجامعية هناك امكانات اخرى وهي كيفية التعامل مع الناس وهذا اول امتحان سيسقط فيه من لف لف المليشيا فهي ليس لها ادنى مقومات التعامل مع البشر فكيف تحكم والمواطن يفر منها كلما دخلت الى مدينة او قرية؟

الشعب السوداني اصبح الان اكثر وعيا خاصة بعد ان خاض غمار الحرب جنبا الى جنب مع قواته المسلحة؛ وتعرف عن كثب على الذبن باعوا وطنهم بدراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين؛ وتعرف على الذين يسكبون الدموع فرحا بالحكومة الموازية؛ عرف السودانيون من خلال هذه الحرب من هو الغث ومن هو السمين ولكن عزاءنا ان هذه اقدار الله بهذا البلد والشعب..

ماتسمى بالحكومة الموازية ليس الا رسالة خارجية قصد منها التكسب عبر الداعمين الدوليين للمليشيا بعد ان ايقنت المليشيا والعالم انها تلاشت من الوجود السوداني؛ فهي محاولة يائسة لكي تبقى هذه المليشيا حية في اضابير المجتمع الدولي الذي يقول عنه الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى