ياسر الفادني يكتب في من اعلى المنصة: حين يُهزم الرماد ويُبعث الفينيق !!

من أعلي المنصة
ياسر الفادني
حين يُهزم الرماد ويُبعث الفينيق !!
للذين لا يعرفون،…. إن إدارات ديوان الزكاة بمحليات الحصاحيصا وشرق الجزيرة، ومعها الكاملين وجنوب الجزيرة ، كانت قد دُمّرت تمامًا، بعد أن نهب مافيها واحترقت محتوياتها، بعد أن استباحها مغول العصر، عصابات الجنجويد، الذين لم يُبقوا فيها إلا الرماد، اعتقدوا أن الخراب سيبقى، وأن الهدم لا يُبنى بعده شيء، لكنهم لم يعرفوا أن تحت الركام تسكن الإرادة، وأن الرماد حين يُبعث منه الفينيق، لا يعود إلا بأجنحة من نار وعزم
في شهور معدودات، وبهمة لا تلين، عادت هذه الإدارات من تحت الرماد، نابضة بالحياة، عامرة بالإنتاج، بفضل المتابعة الدقيقة والدعم الكبير من الأمين العام الاتحادي لديوان الزكاة، الذي لم يكتفِ بالمراقبة عن بُعد، بل نزل ميدانًا بالفكر والقرار والدعم ، وإلى جواره، وقف رجل الولاية الأول، والي ولاية الجزيرة، الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، رئيس مجلس أمناء الزكاة، الذي آمن أن إعمار ما دُمر لا يتم إلا بإرادة لا تعرف التراجع
ولم يكن أمين ديوان الزكاة بولاية الجزيرة بعيدًا عن هذا المشهد، بل كان في قلب المعركة، ينسق ويتابع ويحفّز، متقدمًا الصفوف، ومؤمنًا أن عودة الحياة لهذه الإدارات ليست خيارًا، بل واجب وكرامة، ومعه وقف العاملون بديوان الزكاة أولئك الجنود المجهولون الذين ما وهنوا، بل أطلقوا سواعدهم وعقولهم، وأعادوا ما ظنه العدو مستحيلاً
في محلية أم القرى، برزت ملامح المعجزة، حين قاربت المحلية تحقيق الربط المُقدر لها، لتصبح الآن واحدة من المحليات التي تتصدر مشهد العمل الزكوي أداءً وإنجازًا، أما بقية المحليات، فقد ارتدت ثوبًا جديدًا يليق بقيم الزكاة وروحها، وأصبحت مفخرة حقيقية لكل من انتسب لهذا العمل المبارك، جبايةً وتنميةً وتوزيعًا
وإذا كانت الزيارة المرتقبة لأمين ديوان الزكاة الاتحادي إلى الولاية قريبة، فلتكن زيارة إحتفال لا تفقد، وليأتِ مكرمًا لهؤلاء الذين قاتلوا بطريقتهم، وكانت في مقدمتهم محليات المناقل والقرشي اللتان كانتا حائط الصد والكريم الذي لم بيخل في زمن عز فيه كل شييء ، رجال الزكاة بولاية الجزيرة انتصروا بعملهم، وصنعوا من الفسيخ (شرباتًا بطعم الليمون ونكهةالنعناع) ! ، إنها معركة كرامة من نوع آخر، خاضها رجال مخلصون، أولهم الأمين العام، ثم الوالي، وأمين الزكاة بالولاية، ووراءهم كتائب من العاملين الشرفاء الذين علمونا أن الحرب الحقيقية لا تكون بالسلاح فقط، بل بالإنجاز… والعودة من الرماد
إني من منصتي أنظر…. حيث أري….ثم اقول : …هنيئًا لكم هذا المجد، و(تعظيم سلام) لكل من أبلى بلاءً حسنًا وتقدم، لا قعد وتأخر.