رأي

صلاح دندراوي يكتب في نقطة ضوء: لم يتبق الا الكتف

نقطة ضوء
لم يتبق إلا الكتف
بقلم/ صلاح دندراوي
من أمثالنا ( رزقا تكوسو ورزقا يكوسك) بمعنى  أن بعض الرزق تسعى له وقد تضرب له أكباد الإبل(تجري جري الوحوش) في حين قد يكون هناك رزق يأتي لك في مكانك، ويرزقك الله من حيث لا تحتسب. والرزق ليس بالضرورة أن يكون مالا فقد يكون الرزق. بركة وقد يكون أجرا وفد يكون توفيفا..
وأحسب أنه هذا العام قد جاءك عند مدخل بيتك خاصة في تلك الظروف القاهرة التي يمر بها أهل السودان لا سيما هؤلاء الذين شردت بهم الحرب ووزعت بهم يمنى ويسرى وشتت شمل هذه الأسر..
ويتمثل ذاك الرزق في تلك الأيام الطيبات التي تغشانا بركتها في تلك الأيام والمتمثلة في أيام ذي الحجة وتلك العشرة الأواخر والوقوف بعرفة  ويوم النحر ذاك اليوم المشهود، فليس هناك اطيب من تلك الأيام الطيبات…
وتتجلى البركة في هذا اليوم عيد الأضحية ذاك المشهد العظيم الذي فدى الله سيدنا إسماعيل بذبح ..
وقد حث الله تعالى ان تدخل الفرحة في هذا اليوم على الآخرين لا سيما على الفقراء والمساكين وذي الحاجة والذي أحسب أنه لا يوجد ذوي خاجة أشد من الذين شردت بهم الحرب وأفقدتهم المأوي واالمشرب والملاد..
وقد طالب نبينا الكريم في أن تتعهد هؤلاء في تلك الأيام الطيبات وليس ادل من ذلك حديثه مع زوجته ام المؤمنين السيدة عائشة وهو يسألها عن وضع الشاة التي ذبحها في بيته وكيف جرى توزيعها، وعندما أخبرته أنها وزعته كله ولم يتبق إلا الكتف قال ( قولي لقد بقي كله عدا كتفها) في كناية إلى أن الذي وزع على الفقراء هو الباقي في حسنات المرء..
وعلى ذلك فإن هدا العيد يعد فرصة للإغتداء بسيد الخلق أجمعين في إدخال الفرحة على هؤلاء ونكون وقتها قد أرحنا ضمائرنا وأدخلنا الفرحة في نفوس هؤلاء وذقنا طعم لتلك الأضحية. ونبعث برسالة إلى أبنائنا ليغتدوا بنا ويسيرواعلى هذا الدرب وكل إنسان يوم القيامة يستظل بظل صدقته. ويطالنا قول الله تعالى( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ههو خيرا وأعظم أجرا) صدق الله العظيم.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق