محجوب ابو القاسم يكتب: رسالة إلى الرئيس البرهان ورئيس الوزراء د. كامل إدريس
*محجوب أبوالقاسم*
*يكتب*
*رسالة إلى الرئيس البرهان ورئيس الوزراء د. كامل إدريس*
*الشعب قال كلمته.. الوطن أولا*
بعد سنوات من الجراح العميقة التي نزفت في جسد السودان أشرقت بارقة أمل جديدة مع تعيين د. كامل إدريس رئيسا للوزراء خطوة تلقاها المواطنون باستبشار بالغ بعد أن خرج الوطن من أتون أحداث جسام ختمتها معركة الكرامة تلك المعركة التي لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بل كانت ملحمة وطنية سطر فيها الجيش والشعب معا معنى الشعار جيش واحد.. شعب واحد.
لقد خاض الجيش مسنودا بالشرطة والمخابرات والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية أشرس المعارك التي ستظل تدرس في الكليات الحربية كنموذج للبسالة والتضحية، معركة سكب فيها الأبطال دماءهم الطاهرة فداء للأرض والعرض والكرامة وسجل فيها الشعب المخلص أروع صور الصمود والالتفاف حول جيشه.
اليوم ومع انكسار شوكة المليشيا بدأ المواطنون يعودون إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا بالرغم من الحملات المغرضة للقحاتة والجنجويد التي تنادي بعدم العودة ،ولكن عادوا ليجدوا وطنا مكلوما لكنه شامخ ووطن يحتاج إلى جهد مضاعف من أجل إعادة البناء وإعادة الخدمات التي دمرتها أيادي الخراب. المواطن يتطلع للعودة إلى حياته الطبيعية للزراعة والإنتاج والعمل لكنه يعلم أن ذلك يحتاج إلى صبر ويثق أن حكومته بدأت فعلا في إعادة إعمار ما تهدم.
وهنا يبرز التحدي الأكبر أمام رئيس الوزراء د. كامل إدريس الاقتصاد لقد أصاب الانهيار الاقتصادي قلب الوطن وضرب عملته الوطنية في الصميم وهو ما يستدعي عملا دؤوبا لا يعرف الكلل ولا المساومة يستند إلى التفاف وطني خالص بعيدا عن أجندات الخارج التي لم تجلب للسودان سوى الوهن والدمار.
السيد رئيس الوزراء عليك الاهتمام والالتفاف حول القوى الوطنية التي ساندتك والمواطنيين الذي رحبوا بمقدمك حتى نعبر بوطننا الى بر الامان.
سيادة الرئيس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان إن الالتفاف الشعبي الذي وجدته عقب اندلاع معركة الكرامة التفاف كبير من شعب مكلوم ، لقد أيقن الشعب أن جيشه يقوده قائد صلب لا يعرف التراجع وأنه لن يقبل بعد اليوم أن يتحكم في مصيره مرتزق أو عميل أو وكيل للخارج.
الرسالة واضحة الشعب قال كلمته ولن يسمح بعودة الخونة والمتمرين إلى مستقبل الوطن،فلتكن البوصلة إلى الداخل ولتكن الكرامة والرفاهية عنوان المرحلة لا تنظروا إلى الخلف بل امضوا بثبات نحو المستقبل حيث ينتظركم شعبكم بكل صبر وأمل، يد بيد في خندق واحد خندق الكرامة والثبات.
إنها مرحلة مفصلية وأمانة ثقيلة ولكنها في ذات الوقت فرصة تاريخية لأن يصنع السودان مستقبله بيديه بعيدا عن الوصفات المستوردة التي لم تجدي نفعا.
اللهم إني قد بلغت… اللهم فاشهد.
ولنا عودة.
43 اغسطس2025م